انتهت محاكمة الصحافي حميد المهدوي مساء أمس الثلاثاء، بانسحاب هيأة دفاعه وتوجههم صوب مقر الوكيل العام للملك كشكل احتجاجي عما دار بينهم وبين هيأة الحكم من شنآن، خاصة الاعتراضات التي قدمها ضدهم ممثل النيابة العامة. وقرر القاضي علي الطرشي بالقاعة 7 لمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، عند انطلاق الجلسة، تأخير الملف ليوم الثلاثاء المقبل، إلى حين البت في طلب الضم، ليطالب الدفاع باستدعاء المهداوي للمثول أمام الهيأة، رغم أنه يجلس في القفص الزجاجي داخل قاعة المحاكمة، وهو ما رد عليه القاضي بأن " المهداوي كسائر المتهمين، وحين نحتاجه سننادي عليه..". محمد أغناج عضو هيأة دفاع المهداوي ذكر القاضي بالفصل 423 الذي يقول بضرورة مثول المتهم أمام القاضي حرا وبدون قيود، وشدد من قوله بأن إصرار الهيأة على عدم استدعاء المهداوي تدفعه أن يجعل منها مسألة عارضة، موضحا أن الملف فيه متهم واحد، ومثوله أمام الهيأة أصبح مطلبا قائما. وتدخل حكيم الوردي ممثل النيابة العامة ليوضح أن التنزيل الهندسي للفصل 423 هو المكان المخصص للمتهم داخل القاعة، مضيفا أن المحكمة سبق أن تأكدت من هويته، ولم تشرع في استنطاقه، معللة بأنه وهو جالس في القفص الزجاجي، تصله الصورة والصوت ويعيش أجواء المحاكمة، ملتمسا من القاضي رفض طلب الدفاع. وحاول النقيب عبد الرحيم الجامعي التدخل لتلطيف الأجواء، مطالبا القاضي بعدم ترك الأمور تتضخم، وهي في الأصل بسيطة، غير أن القاضي أخبره بأن الأمر صار موجبا للمداولة، ليقرر بعد المداولة على المقعد برفض طلب الدفاع، واستمرار وجود المهداوي في القفص الزجاجي. وبعد صدور قرار القاضي رفض محامو المهداوي استكمال طلبات السراح، وأصروا على امتثال المتهم أمام الهيأة، ليذكرهم القاضي بأن الأمر صدر فيه قرار، ليقرروا الانسحاب من القاعة احتجاجا على ذلك، وهو ما دفع القاضي لرفع الجلسة. وصرخ المهداوي من داخل القفص الزجاجي " حرام.. فأنا أنتظر منذ السادسة صباحا"، كما هزت زوجته أرجاء القاعة بالصراخ تعاتب المحكمة بعبارات " ارفع رأسك يا مهدوي… ارفع رأسك يا أبي.." ليتوجه المحامون بعدها صوب مقر الوكيل العام للملك الحسن مطار.