بعد الضجة التي خلفتها مراسلة أمزازي إلى رؤساء الجامعات المغربية، أمس، بشأن تنظيم التظاهرات داخل المؤسسات الجامعية، وما يصحب ذلك أحيانا من اصطدامات ومواجهات عنيفة، بين الطلبة والمتدخلين، من قبيل الأحداث الأخيرة في مدينتي مرتيل وأكادير، عادت وزارة التربية الوطنية، اليوم السبت، للتوضيح مؤكدة أنها تدافع عن الحرم الجامعي. وقالت الوزارة، في بلاغ توصل “اليوم 24” بنسخة منه، أن “الحرية الأكاديمية والثقافية داخل الحرم الجامعي، هي أساس الإبداع الفكري الخلاق الذي تميزت به الجامعة المغربية منذ تأسيسها وإلى حدود اليوم”، مشيرة إلى أن “هناك من يسعى منذ مدة إلى استغلال هذه الحرية من أجل التشويش على الفضاء الجامعي، من خلال زرع أفكار تزيغ عن مبدإ الاختلاف وقيم الديموقراطية التي طالما كانت الجامعة خير مدافع عنها”، مما يتسبب، بحسب البلاغ، في “إثارة زوابع إعلامية وحدوث مشاداة ومواجهات بين الطلبة”. وأوضحت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن الغاية من المذكرة الأخيرة، هي “رد الاعتبار لمبادرة الأساتذة الباحثين”، من خلال السعي إلى “جعل إدارات المؤسسات الجامعية، والجامعات الداعم الأول لهم ماديا وتنظيميا”، بالإضافة إلى دعم المبادرات الطلابية وجعلها “هادفة ومفتوحة للجميع في إطار رؤية قائمة على الحوار الفكري، واحترام حرية الإبداع العلمي والثقافي والفني”، معلنة تشجيعها “تعزيز الأنشطة المفتوحة على التعدد الفكري، وعلى إذكاء القيم الحضارية السمحة”، إلى جانب “الدفاع عن الحرم الجامعي باعتباره صرحا أكاديميا وثقافيا ،يقود مركبه الأساتذة الباحثون والطلبة المبتكرون والمبدعون”. وشددت الوزارة، بحسب المصدر ذاته، على أنها لن “تسمح باستغلال سماحة الطلبة، وإدارات المؤسسات لممارسة العنف أو مناهضة التعدد الثقافي والفكري”، باعتبار الجامعة، يضيف البلاغ، قلعة فكر ومنار علم، ومنبرا لحرية الرأي، وذلك في احترام تام للقوانين والتشريعات المعمول بها. وكانت سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، دعا في مراسلته الأخيرة، أمس الجمعة، رؤساء الجامعات إلى عدم الترخيص لأي جهة خارجية باستعمال مرافق الجامعة، من أجل تنظيم تظاهرات كيفما كان نوعها، تفاديا لتكرار “الأحداث المؤسفة” الأخيرة، التي تهدد سلامة جميع العاملين بالمؤسسات الجامعية، من أساتذة وأطر إدارية وطلبة، ما خلف ضجة حيال ذلك، اعتبرت مذكرة أمزازي “تضييقا على التظاهرات الفكرية”، بدل مواجهة العنف مباشرة.