بعد الضجة الأخيرة التي أثارتها بعض الأخبار التي تحدثت عن توقيع اتفاق بين الحكومة المغربية ونظيرتها الإسبانية يقضي بإعادة المهاجرين غير النظاميين الذين يتم إنقاذهم في المياه المغربية أو المياه المشتركة مع إسبانيا من قبل مصالح الإنقاذ في البحرية الإسبانية إلى الموانئ المغربية، وهي الأخبار التي نفتها الحكومة المغربية في حينها؛ كشفت أرقام جديدة السبب الرئيس الذي جعل الحكومة الإسبانية تفكر في مثل هكذا قرار دون الوصول إلى عرضه على الحكومة المغربية. هذا السبب يتمثل في كون مصالح الإنقاذ الإسبانية أنقذت في المياه المغربية ثلث مجموع المهاجرين الذين أنقذتهم خلال سنة 2018. في هذا الصدد، كشفت الأرقام الجديدة أن مصالح الإنقاذ في البحرية الإسبانية تمكنت سنة 2018 من إنقاذ 49688 مهاجرا غير نظامي في 565 عمليات إنقاذ كانوا في طريقهم إلى السواحل الإيبيرية، مبينة أن 16618 مهاجرا تم إنقاذهم في المياه المغربية، أي التي تدخل في إطار السيادة المغربية، بينما تم إنقاذ 15282 آخرين في المياه الدولية المشتركة بين إسبانيا والمغرب، في حين تم إنقاذ الثلث الثالث (17689 مهاجرا) في المياه الإسبانية. المعطيات التي أوردتها صحيفة “إلباييس” أوضحت أن كل المهاجرين ال49688 نقلوا إلى الموانئ الإسبانية، بما في ذلك الذين تم إنقاذهم في المياه المغربية. المعطيات السالفة الذكر تظهر أن ارتفاع أعداد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في المياه المغربية، جعل الحكومة الإسبانية تفكر في إمكانية إرجاعهم إلى الموانئ المغربية، بما أن عملية الإنقاذ تمت في المياه المغربية؛ لكن الحكومة المغربية عبرت بشكل مسبق عن رفضها لأي خطوة إسبانية من هذا القبيل. صحيفة “إلباييس” نقلت عن مصادرها أن قيام مصالح الإنقاذ الإسبانية بعمليات الإنقاذ في المياه المغربية يدل على أن المصالح المغربية ليست لديها الوسائل الكافية للقيام بعمليات إنقاذ أوسع، في ظل أكبر أزمة للهجرة السرية بين البلدين منذ سنة 1988، تاريخ ظهور ظاهرة قوارب الموت. في هذا الصدد، أشارت الصحيفة ذاتها أنه، على عكس السنة المنصرمة، غيرت مصالح الإنقاذ الإسبانية مكانيزماتها، إذ لم تعد منذ منتصف شهر يناير الماضي تقوم بعمليات الإنقاذ في المياه المغربية، وفق مصادر مطلعة. وأردف المصدر عينه، أن التعاون بين السلطات المغربية والإسبانية في مجال محاربة الهجرة السرية تحسن بشكل واضح منذ زيارة الدولة التي قام بها الملك فيليبي السادس إلى المغرب في شهر فبراير الماضي. وتابع المصدر نفسه أن هذا التحسن يتضح بشكل جلي من خلال مقارنة أعداد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا في الشهور الماضية، إذ تم إنقاذ 3170 مهاجرا من قبل الإسبان في يناير الماضي، قبل أن تتراجع الأرقام إلى 607 مهاجرين الذين تم إنقاذهم في فبراير الماضي، و236 مهاجرا ما بين فاتح و18 مارس المنصرم. وتعليقا على هذا التراجع في أعداد الأشخاص الذين تم إنقاذهم، علق خوسي ماربير روميرو، نائب رئيس مركز تنسيق مصالح الإنقاذ في طريفة، قائلا: “في الشهور الأخيرة، استطاع المغرب القيام بعمليات الإنقاذ في مياهه”، مبينا أن إسبانيا أخبرت المغرب: “إن احتجت إلى أي شيء، اتصل بنا”.