ضغط تدفقات الهجرة السرية بين السواحل المغربية والإسبانية منذ سنة 2017 إلى حدود الساعة، لازال مستمرا، وينذر بنهاية سنة ساخنة بخصوص أكبر أزمة للهجرة السرية في القرن الحالي بين البلدين، إلى درجة أنها أدت إلى “خلاف” في الحكومة الإسبانية بسبب الاختلاف حول مدى جدوى التدخل لمساعدة المهاجرين المهددين بالغرق في محيط المياه الإقليمية المغربية على مستوى مياه بحر البوران ومضيق جبل طارق. تفاقم أزمة الهجرة وعودة المغاربة إلى الواجهة، تؤكده المعطيات والأرقام التي تقدمها مصادر عسكرية مغربية منذ أسابيع لوكالة المغرب العربي للأنباء، كشفت إنقاذ حوالي 500 مهاجر سري في أسبوع، من بينهم مغاربة. في هذا الصدد، علم لدى مصدر عسكري أن وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية أنقذت، يوم أول أمس الثلاثاء، 103 مرشح للهجرة السرية بعرض البحر الأبيض المتوسط . المصدر ذاته أوضح أن وحدات تابعة للبحرية الملكية كانت تقوم بدورية في البحر الأبيض المتوسط يوم 27 نونبر 2018، قدمت المساعدة ل92 مغربيا مرشحا للهجرة السرية، في مناطق مختلفة في عرض سواحل طنجةوالناظور والحسيمة. وتابع المصدر عينه أن 11 مواطنا من بلدان جنوب الصحراء تم إنقاذهم، بعد أن انقلب القارب الذي كانوا على متنه، والذي ظلوا متمسكين به لمدة أربع ساعات. وأشار، كذلك، إلى أنه تم نقلهم إلى الموانئ القريبة من طرف البحرية الملكية. خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية أنقذت، أيضا، يوم الأحد الماضي، 47 مغربيا مرشحا للهجرة السرية، كانوا على متن قارب واجه صعوبات مابين الناظور والحسيمة، حسب مصدر عسكري. وأوضح المصدر ذاته أن الناجين، من بينهم 3 نساء و4 قاصرين، نقلوا سالمين إلى ميناء الناظور. كما قدمت وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية، كذلك، المساعدة، يوم السبت الماضي، لقارب واجه صعوبات بعرض ساحل الناظور وعلى متنه 53 مرشحا للهجرة السرية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم 8 نساء. وأوضح المصدر أن عناصر البحرية الملكية عثروا على 15 جثة على متن هذا القارب، الذي كان في حالة جنوح منذ أربعة أيام بسبب عطب في المحرك. حيث نقل الناجون إلى ميناء الناظور. وكانت وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية أنقذت، كذلك، يوم الخميس الماضي، ما مجموعه 289 مرشحا للهجرة السرية، أغلبهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بعرض ساحل الناظور، حسب مصدر عسكري. وأضاف المصدر أن المهاجرين السريين الذين كانوا على متن قوارب مطاطية واجهت صعوبات، نقلوا جميعا سالمين. على صعيد متصل، كشفت معطيات جديدة، أن أزمة الهجرة السرية انطلاقا من المغرب أحدثت نوعا من الانقسام داخل الحكومة الإسبانية بسبب معارضة وزارة الداخلية تدخل مصالح الإنقاذ التابعة لوزارة التجهيز في المياه المغربية ومحيطها لإنقاذ المهاجرين المهددين بالغرق، إذ تعتبر الداخلية الإسبانية أن توسيع عمليات الإنقاذ إلى خارج المياه الإقليمية الإسبانية قد يشجع على تدفق المهاجرين السريين، وفق صحيفة “دياري ودي إشبيلية”. المصدر ذاته أشار إلى أن خوسي أنطونيو نيتو، الرجل الثاني في الداخلية الإسبانية ما بين 2016 و2018، ينتقد تدخل مصالح الإنقاذ التابعة لوزارة التجهيز لإنقاذ المهاجرين في المياه المغربية. المصدر ذاته كشف أن الحكومة الإسبانية وجدت نفسها مجبرة على رفع السرية عن عدد المهاجرين الذين أنقذتهم في المياه المغربية ومحيطها، إذ أورد قائلا: “تم كسر جزئيا جدار السرية التقليدية لإدارة الدولة بسبب جواب الحكومة للتو عن سؤال المستشار البرلماني الباسكي جون إنياريتو؛ على طول 21 شهرا، ما بين يناير 2017 وشتنبر 2018، أنقذت مصالح الإنقاذ الإسبانية 51961 مهاجرا غير نظامي، 6992 منهم (13.45 في المائة) في المياه التابعة للمغرب، والباقي في المياه الدولية والإسبانية”. وعن مدى قانونية التدخل في المياه المغربية لإنقاذ المهاجرين، أوضحت الحكومة الإسبانية في ردها على المستشار البرلماني، أن مجال الإنقاذ “المخصص لإسبانيا بموجب الاتفاقيات الدولية يدخل في المياه الإقليمية المغربية”. وأضاف المصدر أن عدد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا منذ يناير الماضي على حدود منتصف نونبر الجاري بلغ 49997 مهاجرا، بنسبة ارتفاع بلغت 183 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وأضاف، كذلك، أن معظم عمليات تدخل مصالح الإنقاذ في المياه المغربية، تتم عبر قوارب فروعها في الجزيرة الخضراء أو قاديس، في حين أن قوارب ألميريا، البعيدة عن الساحل المغربي، بالكاد تدخل المياه الإقليمية المغربية.