احتج العشرات من الطلبة في كلية الطب الخاصة، التابعة لمؤسسة الشيخ زايد بالرباط، بسبب المشاكل المتواصلة بين الطلبة والإدارة. إذ بدأ الإضراب بطلبة طب الأسنان السبت والاثنين الماضيين، بالجامعة التي تسمى “الزهراوي الدولية لعلوم الصحة الخاصة”. واحتج الطلبة على اعتماد إدارة الكلية على معايير “غير قانونية” لضمان النجاح في السنة الدراسية. فكما هو متعارف عليه في كليات الطب التابعة للدولة، فإن معايير النجاح في السنة الدراسية، هو الحصول على الأقل على 10 على 20، كمعدل للسنة، والحصول على الأقل على 10/20 في كل الوحدات (النظرية منها، والأشغال التطبيقية كذلك)، وعدم الحصول على نقطة تقل عن 7/20 في مادة من وحدة ما. لكن كلية الزهراوي الخاصة التابعة للشيخ زايد، فرضت على الطلبة شروطا جديدة، وأدخلتهم في دوامة من الخوف من ضياع السنة الدراسية. وحسب أحد أولياء أمور التلاميذ، فإن الكلية بات يديرها إداريون لا علاقة لهم بمهنة الطب، وقد قرروا أنه إذا حصل الطالب على نقطة تقل عن 10/20 كمعدل للمراقبات المستمرة الخاصة بمادة من الأشغال التطبيقية، وبالرغم من أن النقطة الإجمالية (بين المراقبات المستمرة والامتحان النهائي) لتلك المادة تفوق 10/20، فإن الإدارة تقرر أن الطالب راسب في تلك المادة، في انتظار (rachetage)، وهو مرتبط بنقطة السلوك المرتبطة بالحضور في المحاضرات، حسب قرار الإدارة، علما أنه عادة، rachetage يكون من اختيار الأساتذة، فهم القادرون على تقييم مستوى الطالب واستحقاقه للتعويض أو لا، وهو معمول به في الكليات العمومية. ورغم حوارات مع إدارة الكلية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى أي نتيجة. وحسب أحد الآباء، فإن الطلبة لم يعودوا قادرين على الصبر تجاه الضغوطات وخرق القوانين، من طرف الإدارة. وتعد تجربتا كليتي الطب الخاصتين التابعتين لكل من مؤسستي “الشيخ زايد، بالرباط و”الشيخ خليفة” بالدار البيضاء، أول تجربة لكليات الطب الخاصة في المغرب. إذ شرعت جامعة الزهراوي الدولية لعلوم الصحة بالرباط، في استقبال الطلبة منذ أربع سنوات، وهي تواجه تحدي تخريج أول دفعة من الخريجين خلال السنوات المقبلة. لكن لا يبدو أن وزارة التعليم العالي التي رخصت لهذه التجربة الخاصة، لم تعد تراقب مدى الالتزام بتطبيق شروط الترخيص لها. فأُسر الطلبة يؤدون مبالغ تصل إلى ما بين 9 و11.5 مليون سنويا عن كل طالب، ويفترض أن تكون شروط الدراسة جيد ومريحة وبعيدة عن أي توترات، لكن حسب أحد الآباء، فإن الطلبة باتوا يعانون من تعسفات الإدارة، ولا يجدون من ينصفهم، ما دفعهم إلى الاحتجاج.