بعد صيف دام خلفته حرب الطرق داخل المجال الحضري لعاصمة البوغاز، بلغت حصيلتها خلال العام الماضي نحو 70 قتيلا، تستعد مدينة طنجة لاستقبال 15 جهازا لمراقبة مخالفات السير في الشوارع والطرقات، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية للعشرية 2017-2026، التي تشرف عليها وزارة التجهيز والنقل. وأعلنت جماعة طنجة على موقعها الإلكتروني، أنه في إطار التحضير الجيد لضمان أسباب نجاح هذا الورش، عقدت لجنة السير والجولان يوم الخميس الماضي، اجتماعا ترأسه النائب السابع لعمدة طنجة، عبد السلام العيدوني، مرفوقا بسعيد حمدون، رئيس نفس المصلحة بالجماعة الحضرية، وبحضور كافة المتدخلين على المستوى المحلي، بينهم مسؤولو شرطة المرور التابعة لولاية الأمن، ورئيس مصلحة النقل الطرقي بالمديرية الجهوية لوزارة التجهيز والنقل. وتمحور جدول أعمال الاجتماع حول تحديد أماكن تثبيت أجهزة المراقبة والمعاينة الآلية لمخالفات السير والجولان بالمدينة، في الشوارع المصنفة “نقطا سوداء” في عاصمة البوغاز، والتي سبق أن شهدت حوادث سير مميتة بشكل متكرر، نتيجة عوامل بشرية تتمثل أساسا في السرعة المفرطة، والتجاوز المعيب. من جهته، كشف عبد السلام العيدوني، نائب عمدة طنجة المكلف بقطاع السير والجولان، أن جماعة طنجة تسلمت الحصة الأكبر من مجموع أجهزة الرادار التي خصصتها وزارة التجهيز والنقل لمدن جهة الشمال، والتي بلغ مجموعها 23 رادارا، وذلك بالنظر إلى الحصيلة الثقيلة لضحايا حرب الطرق داخل المجال الحضري بالمدينة، والتي تصدرت العام الماضي قتلى حوادث السير على المستوى الوطني بحوالي 72 قتيلا. وأضاف العيدوني، في تصريح ل “أخبار اليوم”، أن اللجنة المختلطة بين الجماعة وولاية الأمن ومديرية التجهيز والنقل، حددت أماكن تثبيت رادارات مراقبة السرعة، ويتعلق الأمر بحسب نفس المصدر، بثلاث نقط سوداء في كورنيش المدينة الذي أزهقت فيه عدة أرواح نتيجة دهس مباشر، (محج محمد السادس، وطريق شاطئ مرقالة)، إضافة إلى نقطة سوداء في شارع مولاي رشيد، وأخرى في طريق الرباط عند مدخل مدينة طنجة، كما ينتظر أن يتم تثبيت أحد هذه الأجهزة في طريق تطوان بمنطقة امغوغة. وتابع عبد السلام العيدوني قوله إن انخراط جماعة طنجة في ورش الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية برسم العشر سنوات المقبلة، يهدف إلى تحسين مؤشرات السلامة الطرقية على المستوى المحلي والوطني، مشيرا إلى أن الجماعة ستشرف على التنسيق مع شركة أمانديس لتحديد أماكن ربط هذه الأجهزة بالكهرباء، ووضع عدادات الاستهلاك، كما ينتظر أن تشرف على تجهيز مركز تقني للمراقبة، والذي ستتولى مصالح مديرية التجهيز والنقل، بتنسيق مع شرطة المرور، مهمة تتبعه.يذكر أن هذه الخطوة، تأتي في سياق تأهب جميع المتدخلين المعنيين، من خلال عدة فعاليات تم إحياءها على هامش مناسبة اليوم الوطني للوقاية من حوادث السير، أهمها الندوة التي احتضنتها محكمة الاستئناف بطنجة، يوم الأربعاء الماضي، وعرفت مشاركة ممثلي النيابة العامة، وقضاة الحكم، وأعوان القوة العمومية المكلفة بإنفاذ قانون السير، والدرك الملكي، والشرطة، والذين أجمعوا على أن الدور الزجري للقضاء يبقى وحده غير كاف للحد من نزيف الطرقات، إذا لم تواكبه توعية شاملة تعزز الثقافة الوقائية لدى السائقين..