تزداد يوما بعد يوم حالة الاحتقان بين وزارة الصحة وأطباء القطاع العام، فوسط مواصلتهم لاحتجاجاتهم عبر إضرابات عامة ووقفات ومسيرات وطنية بشوارع الرباط، منذ إعفاء وزير الصحة السابق الحسين الوردي في أكتوبر 2017، وتعويضه برفيقه أنس الدكالي، يبدو أن الأطباء الغاضبين يتجهون إلى الرفع من درجة تصعيدهم ضد وزارة الصحة، حيث أصدر المكتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بالمغرب، تقريرا قدموا خلاله صورة قاتمة عن وضع المستشفيات العمومية، وحذروا من الحملات الطبية الجراحية التي أطلقتها الوزارة مؤخرا بجميع مستشفيات البلاد، لبلوغ “زيرو موعد”، وصفوها “بالعشوائية” و”المضرة” بصحة المرضى والأطقم الطبية على السواء، بحسب ما جاء في بلاغ نقابتهم الصادر يوم أول أمس الاثنين. وفي هذا الصدد، قال العلوي المنتظر، الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بالمغرب، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، إن وزارة الصحة في مسعاها لبلوغ “زيرو- موعد”، لن تعالج الاكتظاظ وطول فترة المواعيد الطبية بمثل هذه الحملات العشوائية للعمليات الجراحية التي أطلقتها بعدد من المستشفيات بإشراف من المناديب الإقليميين الذين عينتهم الوزارة مؤخرا، لأن مآل هذه الحملة سيكون مثل حملة “زيرو- ميكة” والتي أطلقتها الدولة بدون أن تقضي على أكياس البلاستيك، يقول نقيب أطباء القطاع العام، موضحا أن حملة العمليات الجراحية بالمستشفيات تفتقر لشروط إنجاحها، حتى لا تعرض حياة المرضى للخطر، وترهق الأطقم الطبية، لأن الوزارة همها هو الرفع من عدد العمليات الجراحية أيا كانت الظروف التي تجرى فيها، مما يؤشر على أن هذه الحملة تسعى إلى تحقيق ربح سياسي على حساب صحة المغاربة والأطقم الطبية، يورد الدكتور العلوي المنتظر، الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بالمغرب. وأردف ذات المتحدث للجريدة، أن الدول المتقدمة لم تنجح في بلوغ “زيرو- رنديفو”، على الرغم من إمكانياتها العالية والتي تواكب آخر الصيحات في المجال الطبي، فما بالك بالمستشفيات المغربية والتي تواجه صعوبات في الاستجابة للعمليات الاستعجالية، بسبب افتقار المستشفيات للظروف الملائمة، ونقص حاد في الموارد البشرية بالأطقم الطبية بجميع تخصصاتها، وكذا الأطر شبه الطبية من الممرضين والآلات البيو- طبية، أضف على ذلك، يردف نقيب الأطباء، محدودية الطاقة الاستيعابية للمركبات الجراحية وعدد أسرة مصالح الإنعاش، مما قد ينتج عنه بسبب هذه الحملات الجراحية العشوائية التي تبنتها الوزارة، من أخطاء طبية بسبب حالات الإرهاق التي سيصاب بها الأطباء الجراحون، وتعريض حياة المرضى للخطر بسبب ضغط هذه العمليات، والتي تراهن على الأرقام ولا تراعي شروط السلامة المتعارف عليها طبيا. وكشف القيادي بنقابة أطباء القطاع العام، بأن زملاءه يعملون في ظروف أقل ما يقال عنها إنها “غير صحية”، ولا تستجيب للشروط العلمية والتي تستوجبها منظومة الصحة العالمية، وعلى رأسها غياب وسائل التعقيم الحديثة بالمركبات الجراحية وقاعات العلاج بأغلب مستشفيات المملكة، حيث يضطر الأطباء والممرضون بحسب كلام الكاتب الوطني لنقابة أطباء القطاع العام، إلى اعتماد طرق بدائية في التعقيم “بماء جافيل”، مما يشكل خطورة كبيرة في انتقال الأمراض المعدية كالسيدا والتهاب الكبد وغيرها، ومع ذلك ظل الأطباء يبذلون قصارى جهدهم في كافة العمليات الجراحية المستعجلة، والتي تجري في موعدها، ومنها التي تجرى بشكل فوري وعاجل كالحالات الناجمة عن حوادث السير والعمليات الجراحية الطارئة. هذا وأعلن أطباء القطاع العام عبر بلاغ المكتب الوطني لنقابتهم، الصادر يوم أول أمس الاثنين، عن موقفهم الواضح من حملة وزير الصحة انس الدكالي لبلوغ “زيرو – رنديفو”، حيث أشهروا رفضهم كما جاء في بلاغهم، “لهذه الحملات الجراحية العشوائية”، وحجتهم على ذلك غياب الشروط العلمية للممارسة الطبية وشروط التعقيم، حيث طالبوا حكومة سعد الدين العثماني ووزارته في الصحة، بالحرص على تقديم عرض صحي للمغاربة، يوفر الشروط السليمة للعلاج حماية للمريض من المضاعفات و للطبيب من الأخطاء و المتابعات القضائية، يورد بلاغ أطباء القطاع العام في تعليقهم على الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة للتخفيف من مواعيد العمليات الجراحية البعيدة.