في ظل تسارع الأحداث في الجارة الجزائر، وتزايد أعداد المتظاهرين، الرافضين للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، المريض، والذي يوجد خارج البلاد لتلقي العلاجات، مقابل الإصرار على ترشح هذا الأخير، قال سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله: “إن التظاهرات أظهرت بوضوح أن الشعب الجزائري تجاوز عقدة العشرية السوداء”. وأوضح الصديقي، في تصريح ل”اليوم 24″: “إن العشرية السوداء كانت تعيق تحرك الشعب الجزائري، واحتجاجه ضد ممارسات النظام الحالي”، مشيرا إلى أن تلك العقدة “كانت سببا أساسيا في عدم تفاعل الشعب الجزائري مع الموجة الأولى لانتفاضات الربيع العربي، والآن تجاوز الشعب هذه العقدة”. ويرى الصديقي أن “التظاهرات الحالية تشكل الموجة الثانية للربيع العربي، إذا ما استحضرنا الحالة السودانية”، كما “يبدو أنه مقابل إصرار الدولة العميقة على تجديد الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة، هناك إصرار شعبي على رفض التجديد، والنظام القائم برمته، وهذا يفهم، أيضا، من خلال نوعية الشعارات، التي لا تطالب بالإصلاحات، ومحاربة الفساد فقط، وإنما تدعو إلى تغيير النظام السياسي بشكل عميق”. وذهب الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “تشبث الدولة العميقة بالرئيس بوتفليقة، يأتي لغياب بدائل تجمع جميع القوى المتحكمة في الدولة، لتواصل تللك القوى الحكم من وراء الستار، وهذا الإصرار على العهدة الخامسة يؤشر على أن أي تغيير في الجزائر لن يكون سلسا، ولا سهلا”. وأضاف المتحدث نفسه “إذا ما استمرت الاحتجاجات، أخشى أن تكون هناك صدامات عنيفة، لأن القوى المتحكمة في الدولة العميقة لن تتخلى بسهولة عن مواقعها، ومصالحها، وقد تدخل في مواجهات مع المتظاهرين إذا ما توسعت، ولا أتوقع حدوث تغيير سهل في الجزائر، وأي تغيير في ظل توازن القوى القائم داخل البلد سيكون مؤلما”.