نزل آلاف الأشخاص، بعد ظهر اليوم الجمعة، في تجمعات متفرقة بالعاصمة الجزائرية للاحتجاج على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، الذي يحتفل السبت بعيد ميلاده ال82. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسلطة والرئيس بوتفليقة وشقيقه السعيد، مع بدء المسيرة من أمام مبنى البريد المركزي في وسط العاصمة، فيما لوحوا بالأعلام الجزائرية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع متظاهرين من الوصول إلى ساحة أول مايو القريبة كما أفاد صحافي فرانس برس. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في الشوارع المحيطة بشعارات مناهضة لولاية خامسة لبوتفليقة. un seul héro .. le peuple وعلى مقربة من ساحة الشهداء في وسط العاصمة، منعت شرطة مكافحة الشغب الآلاف من المتظاهرين من التقدم، مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وأوقف صحافي ومصورة جزائريان لوقت قصير قبل إطلاق سراحهما، فيما كانت الشرطة تعمد على إبعادهما من التظاهرة، بحسب مراسلة وكالة فرانس برس التي طلبت منها الشرطة الابتعاد من أجل “سلامتها”. وبحسب موقع “تي إس أ” الجزائري، فقد سجلت عدة تجمعات في مناطق مختلفة من الجزائر. ووضع الرئيس بوتفليقة الذي يتولى الحكم منذ 1999، حدا لتساؤلات ظلت مطروحة لشهور طويلة، بإعلان ترشحه في 10 فبراير لولاية جديدة في الانتخابات المقررة في 18 أبريل المقبل. Un seul héro, le peuple. وأثار إعلان بوتفليقة الذي أضعفته جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، حركة احتجاجية لم تشهد مثلها البلاد منذ 20 عاما . وكان مسؤول في الشرطة قال سابقا لوكالة فرانس برس “نحن هنا لنحيط بالتظاهرة ونحول دون أي شغب محتمل”، فيما كانت مروحية تحل ق فوق مركز العاصمة. Manifestation en cours à Alger.#حراك_1_مارس #لا_للعهدة_الخامسة #Algérie #non_au_5eme_mandat #Alger pic.twitter.com/VRe5CNTa9U — Ze Procrastinateur وسيقدم ترشح بوتفليقة رسميا في 3 مارس، الموعد النهائي لتقديم الطلبات، أمام المجلس الدستوري، بحسب ما أعلن مدير حملته عبد المالك سلال. وأكد أنه “لا أحد يملك الحق في منع مواطن جزائري من الترشح..إنه حق دستوري”. وموازاة مع ذلك، يوجد الرئيس بوتفليقة في المستشفى في جنيف منذ يوم الأحد، لإجراء “فحوص طبية دورية”، بحسب الرئاسة، بدون الإعلان بعد عن موعد عودته. Alger en ce moment.#حراك_1_مارس#لا_للعهده_الخامسه pic.twitter.com/2qdRdTuZou — Ricci. (@Haamani_) March 1, 2019 وتشهد الجزائر منذ أكثر من أسبوع تظاهرات حاشدة ضد ولاية خامسة محتملة للرئيس الذي يعاني من وضع صحي يحول دون ظهوره العلني إلا نادرا. على غرار أعضاء آخرين في المعسكر الرئاسي، أثار رئيس الوزراء أحمد أويحيى مسألة حقبة “العقد الأسود” (1992-2002) التي شهدت خلالها الجزائر حربا أهلية، كما تحد ث أيضا عن النزاع في سوريا. ودعت منظمة العفو الدولية مساء الخميس قوات الأمن إلى ضبط النفس “مع تصاعد التوتر”، مطالبة إياهم ب”الامتناع عن اللجوء إلى القوة المفرطة أو غير الضرورية لتفريق تظاهرات سلمية”. وتواصلت على مواقع التواصل الاجتماعي، الدعوات للنزول إلى الشارع كما حصل خلال الأسبوع الماضي، مطالبة بالخروج “بشكل حاشد وسلمي” بعد صلاة الجمعة. وطوال الأسبوع، توالت التجمعات من مختلف الشرائح، من تجمعات حركة مواطنة، وتجمعات محامين وطلاب وصحافيين. وأوقف الخميس عشرات الصحافيين الجزائريين بعد مشاركتهم في العاصمة بتجم ع مناهض “للرقابة” المفروضة على تغطية الاحتجاجات. ويريد العديد من الشباب الذين تحد ثت إليهم وكالة فرانس برس الخميس في أحد الأحياء الشعبية، المشاركة في الاحتجاج المناهض للسلطة كما الأسبوع الماضي، لأن “المستقبل غير موجود في الجزائر”.