قالت بثينة القروي، البرلمانية، وعضو لجنة العدل والتشريع في مجلس النواب، إن رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان سقطت في امتحان الاستقلالية، المفروضة في أعضاء المجلس، وذلك على خلفية المواقف، التي عبرت عنها، خلال مرورها في أحد البرامج التلفزية، وتطرقها إلى موضوع محاكمة عبد العالي حامي الدين في ملف مقتل الطالب اليساري أيت الجيد. وفي رسالة مفتوحة، وجهتها إلى بوعياش، أكدت القروي أن رئيسة المجلس الوطني تحدثت عن واجب الاستقلالية، وتدلت بشكل سافر في موضوع معروض على القضاء، لا تخفى عن الجميع خلفياته السياسية. وأضافت المتحدثة ذاتها أن بوعياش تدخلت لتخوض في موضوع قانونية المتابعة الجارية في حق حامي الدين دون أن تنتبه إلى أنها تمس بمصالح أحد الأطراف في قضية كان من المفروض ألا تعرض على القضاء أصلا”. وأشارت القروي إلى ميل رئيسة المجلس إلى طرف معين على حساب آخر، حيث أكدت أن ما تعتبره بوعياش حق العائلة في اللجوء إلى القضاء “يعتبره الطرف الآخر شكاية كيدية لأغراض سياسية، وله ما يثبت ذلك”، وأن ما تعتبره “قضية لا تسقط بالتقادم يمكن أن يكون أحد مبطلات الدعوى من الناحية القانونية بالنسبة إلى الطرف الآخر، والقضاء وحده من له كلمة الفصل”. ووجهت القروي كلامها إلى بوعياش “الأخطر من ذلك أنك حسمت في شرعية المتابعة دون أن تكلفي نفسك عناء الرجوع إلى قانون المسطرة الجنائية، الذي يبقى الأساس المرجعي، الذي لا غنى عنه لإثبات، أو نفي قانونية المتابعة من عدمها”. وتابعت القروي أن بوعياش حاولت تعزيز موقفها، غير المستند إلى أي أساس قانوني، بالإشارة إلى التجارب الدولية، من دون تدقيق في أي قضية من القضايا، التي أعيدت فيها المحاكمة، مرة ثانية، مشددة على أن قاعدة “عدم جواز محاكمة الشخص مرتين على الفعل نفسه “non bis in dem”، وهي قاعدة راسخة في القضاء الأوربي، وهناك عشرات القرارات من المحاكم الأوربية، والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان في الموضوع”. وزادت القروي في رسالتها إلى بوعياش: “من المستغرب، وأنت تترأسين مؤسسة وطنية دستورية أوكل لها المشرع تشجيع كافة القطاعات الحكومية، والسلطات العمومية المعنية على تنفيذ التوصيات الصادرة عن أجهزة المعاهدات، فبالأحرى على احترام المعاهدات، التي صادق عليها المغرب، أن تقومي باستبعاد – وبشكل متسرع وتبسيطي- مقتضيات الفقرة السابعة من المادة 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، التي تجرم محاكمة شخص على الفعل نفسه مرتين.. قبل أن تعترفي بأنه لا معرفة لك بتفاصيل هذا الملف!!” القروي قالت، أيضا: “لقد سقطت سيدتي في امتحان الاستقلالية، وعبرت عن جهل فظيع بمقتضيات القانون، وسمحت لنفسك بإصدار فتاوى قانونية عجيبة، من المؤسف أن تصدر عن أشخاص أناط بهم المشرع حماية الحقوق، والحريات”. وذكرت القروي بوعياش: “كان عليك الإلمام بتفاصيل، وتعقيدات قضية من أغرب القضايا، التي ينظر فيها القضاء المغربي اليوم بعدما، تم بعثها بقدرة قادر بعد أكثر من ربع قرن من الزمان”. في أول خروج إعلامي لها، كشفت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، عن موقفها من الجدل، الذي أثير حول قانونية متابعة القيادي في حزب العدالة والتنمية، والمستشار البرلماني، عبد العالي حامي الدين، في قضية قتل الطالب اليساري عيسى آيت الجيد. وكانت بوعياش، خلال استضافتها، مساء أول أمس السبت، في برنامج “شباب Vox ” في قناة ميدي1″، قد تطرقت إلى قضية حامي الدين، وقالت: "أنا أحترم دعوة عائلة الضحية". واعتبرت بوعياش أن "ليس هناك تقادم من حيث التقاضي، ولا بد أن تكون لدينا الثقة في القضاء”، مضيفة أن "القضاء لم يحسم بعد، وعلى المستوى الدولي نجد أمثلة مشابهة، فلماذا نتخوف؟ ولا يمكن أن نثير التوتر في أي قضية".