أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، انتهاء محاولة الانقلاب على حكومته، مهاجما دول الاتحاد الأوروبي على ما اعتبره "اتباعها الأعمى" لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في معاداة خصومه. وقال مادورو، في مقابلة مع شبكة "يورو نيوز" الأوروبية، إن زعيم المعارضة الفنزويلية، رئيس الجمعية الوطنية ، خوان غوايدو، كان يأمل في إحداث انقلاب عسكري، لكنه فشل في الحصول على دعم الجيش. وأضاف مادورو في المقابلة التي جرت بالقصر الرئاسي في كاراكاس: "كان ذلك جنون.. هم أرادوا انقلابا عسكريا، لكنهم فشلوا. كانوا يلعبون على تلك الورقة، إلا أن الأمر انتهى". وأضاف: “يمكنهم البقاء في الشوارع كما يحلو لهم. خلال انقلاب 2002 و2003 كانوا يتظاهرون ثلاث مرات في اليوم”. وتابع الرئيس الفنزويلي مهاجما الاتحاد الأوروبي: "أعتقد أن فيديريكا موغيريني ( الممثلة الخاصة لمفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) وحكومات الاتحاد الأوروبي ارتكبوا خطأ فادحًا. لقد استمعوا إلى طرف واحد فقط (..) لم يستمعوا للبلاد بأسرها التي تريد الحوار والتفاهم والاحترام". ومضى قائلا: "كما لم يستمعوا إلينا رغم أننا نمثل صوت القوة الحقيقية. أعتقد أن أوروبا تربط نفسها بصورة عمياء بسياسات دونالد ترامب السيئة". أزمة اقتصادية طاحنة وتعاني البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى هجرة الآلاف ووصول معدل التضخم إلى أكثر من 800 ألف بالمئة مع توقعات بوصوله إلى مليون بالمئة العام القادم. ويعاني الفنزويليون من نقص في جميع أساسيات الحياة بدءاً من الغذاء وصولاً للكهرباء وسط انتشار كبير للجريمة التي أصبحت المنفذ الوحيد للكثير من أجل الحصول على قوتهم. ولكن مادورو الذي اعترف بارتكابه أخطاء صمم على قدرته على إدارة البلاد بأفضل شكل ممكن فيقول: “لن أكون هنا كرئيس انتُخب وأعيد انتخابه لو لم أكن على دراية بالوضع في بلادي. أنا أفهم الوضع لأنني آت من بين صفوف الشعب. “لم أدرس في هارفرد أو أي جامعة أمريكية وليس لي اسم عائلة كبير… أنا عامل وأقضي معظم أيامي بالقرب من الناس. أعلم بالضبط ما يجري (في البلاد)”. وبينما يدعو غوايدو إلى إدخال المساعدات الإنسانية الأجنبية في ظل الوضع الاقتصادي المتدني، يرفض مادورو تلك المساعدات التي يعتبرها طريقاً للتدخل الأجنبي في البلاد. ويضيف: “من الخطأ تسييس المساعدات الانسانية وهو ما تعمل عليه المعارضة… نحن لدينا الوسائل الكافية لمساعدة أنفسنا”. وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا منذ 23 يناير الماضي، إثر إعلان خوان غوايدو، رئيس البرلمان، وزعيم المعارضة، حقه بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات جديدة. وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ب"غوايدو"، رئيسا انتقاليا لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا. في المقابل، أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، الذي أدى في 10 يناير الماضي، اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6 سنوات. وعلى خلفية ذلك، أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.