منذ تسجيل أولى حالات فيروس انفلونزا الخنازير، وسط الإقرار الحكومي بتزايد ضجايا الفيروس من القتلى ليصل عتبة 16 قتيلا، تزايدت الفوبيا من الإصابة بالفيروس، ما جعل العديد من الأسر والمؤسسات والمدارس تلجأ إلى الكمامات حماية للإصابة، فهل “الكمامات” تحمي فعلا من عدوى الإصابة من H1N1؟ في هذا الصدد، يقول عبد اللطيف هناوي، طبيب أسرة، في تصريح ل”اليوم 24″ اليوم الخميس، إن الكمامات التي لجأ إليها العديد من المغاربة خلال الأيام الأخيرة، وسيلة تقلل من احتمال الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير، إلا أنها لا تمثل حماية مطلقة مائة بالمائة، لأن انتقال العدوى يمكن أن يتم بوسائل أخرى، باليدين أو وسائل أخرى. وفي ذات السياق، يوضح هناوي، أن العيادات الطبية خلال الأيام الأخيرة ازدحمت بالمواطنين ممن أصابتهم “فوبيا” انتقال الفيروس، موضحا أن أكثر المتعرضين للإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير هم الأشخاص كبار السن أو الرضع أو النساء الحوامل أو المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو نقص في المناعة، وهم عرضة للإصابة بعدد من الفيروسات الأخرى. يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، أصدرت أمس الأربعاء، تقريرا حديثا حول الوضعية الوبائية لفيروس الأنفلونزا في العالم، أشارات فيه إلى التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال محاربة الفيروس الذي أودى بحياة 16 شخصا في وقت وجيز. وقالت المنظمة، في تقريرها الصادر، أمس الأربعاء، إن المغرب ضاعف من قدراته على تشخيص فيروسات الأنفلونزا، مؤكدة أن فيروس انفلونزا الخنازير "H1N1 " هو الأكثر انتشارا في المغرب خلال هذا الموسم. وفي ذات السياق، لا زالت المنظمة العالمية للصحة تعتبر الوضعية الوبائية للانفلونزا بالمغرب لا تثير القلق، فيما تصنف دولا من أوروبا وأمريكا، في وضع متقدم جدا فيما يخص انتشار الانفلونزا، وأعداد ضحايا الفيروس. وسبق للمنظمة العالمية للصحة، أن أكدت أنه كل سنة، يمكن لفيروسات الانفلونزا أن تمس كل الشرائح العمرية، وأغلبها تتماثل للشفاء دون اللجوء للأدوية، إلا أن خطر تفاقم الوضع والموت في بعض الأحيان، يواجه أساسا الفئات الأكثر هشاشة، ومنهم النساء الحوامل والأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر و خمس سنوات، والمسنين والذين يانون من أمراض مزمنة.