قال حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن تهمة بوعشرين الحقيقية هي تذكير المغاربة بالديمقراطية والحرية والكرامة. كيف تعرفت على توفيق بوعشرين؟ تعرفت على الأستاذ توفيق كأي قارئ، من خلال مقالاته وافتتاحيات جريدة “أخبار اليوم”، التي حوّلها في لحظة معينة إلى “منبر من لا منبر له”. لم تكن افتتاحيات بوعشرين مجرد مقالات رأي لصحافي يتابع ويعلّق على الإحداث ويمضي، وإنما كانت حصصا وتمارين في التحليل والرصد والتوثيق كذلك، والمؤكد أن فئة عريضة من القراء انخرطوا في النقاش العمومي حول قضايا مختلفة، من زاوية المعالجة التي كانت تؤطر مقالاته، وكذا ما يُنشر على جريدته من أخبار وتقارير. كيف تجد تجربته الصحافية؟ يصعب على مبتدئ مثلي تقييم التجربة الصحافية للأستاذ بوعشرين، لكن من خلال التتبع والمقارنة بحكم العمل وبحكم الاهتمام، يمكن القول إننا كنا أمام تجربة صحافية متميزة، وربما الأكثر احتراما لأخلاقيات المهنة وللتعاقدات “اللامادية” مع القراء ومع مختلف الفاعلين، وما زاد من تميزها صمودها أمام تقلبات سوق السياسة، ومقاومتها لسلاح الترغيب والترهيب، بسلاح الالتزام بخط تحرير واضح، وليس من المبالغة في شيء القول إن بوعشرين أعاد بتجربته الاعتبار إلى الصحافة كواحدة من آليات تأطير المجتمع، ومحاولة استيعاب كل ما يعتمل داخله من نقاشات ومن اختيارات ونقلها بدون تحيز. كيف تنظر إلى اعتقاله والحكم الابتدائي الصادر في حقه؟ اعتقال بوعشرين شكّل صدمة كبيرة، والطريقة التي تم بها ذلك خلّفت رجة في أوساط الكثير من المغاربة، وبدون شك اعتقاله وتفاصيل محاكمته، ستُحفر في الوجدان الجماعي، وستترك أسئلة كثيرة مفضية للشك والريبة، وأتمنى أن يتم تصحيح هذا الوضع في مراحل التقاضي المقبلة، لأنه محزن جدا أن يقع كل هذا من أجل إنهاء مسار صحافي “أعزل” تهمته الحقيقية، هي تذكير المغاربة المستمر لدرجة الإزعاج بالوعود المقدمة للمغاربة بالديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. أجدد التضامن مع عائلته الصغيرة وأرجو الله تعالى أن يفرج كربته ويلهمه الصبر ودوام الصحة والعافية.