قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، في جلسة علنية انعقدت يوم الخميس الماضي، بمعاقبة متهم اقترف عددا من جرائم الاختطاف في حق نساء كان يقوم باغتصابهن تحت التعذيب، حيث قررت في حقه عقوبة السجن المؤبد، بعد أن وجهت إليه تهمة “محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والاختطاف والاحتجاز باستعمال وسيلة نقل، وتنفيذ أمر وتعذيب بدني في حق أشخاص مخطوفين والاغتصاب، والسرقة الموصوفة المقرونة بظروف الليل، وحيازة بضاعة أجنبية دون مبرر، والضرب والجرح بسلاح أبيض في حالة العود والاتجار في البشر”. وقررت هيئة الحكم بغرفة الجنايات إدانة المسمى (المختار -ب) بالمؤبد، بعد أن اقتنعت المحكمة بما راج أمامها من شهادات المصرحات ضحايا المتهم، وأيضا من خلال اعترافاته الواردة في محاضر الضابطة القضائية للشرطة القضائية، وأمام أنظار قاضي التحقيق، وقد خلف الحكم ارتياحا في صفوف الضحايا وأقربائهن الذين غصت بهم جنبات قاعة المحاكمة بغرفة الجنايات. ونطقت الهيأة بحكمها، بعد أن اختلت وتداولت في ما بينها في ملف القضية عدد 127-2018، إذ خلصت إلى وجوب التصريح بمؤاخذة المتهم وفق فصول المتابعة، معتمدة في قرارها على خطورة أفعال المتهم، وتعدد جرائمه التي روعت ساكنة مدينة طنجة، بالإضافة إلى ملفه المليء بسوابق متعددة تتعلق بالضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، واستهلاك المخدرات، لتقرر إثره الحكم عليه بالسجن المؤبد. وكان إيقاف هذا العنصر الخطير قد تم في إحدى ليالي شهر يوليوز الماضي، عندما انتبهت دورية أمنية كانت تجوب شارع مولاي رشيد، إلى أن سائق سيارة من نوع “أودي” مرقمة بالخارج، تتشابه أوصافه مع شخص مبحوث عنه موضوع أزيد من 10 شكايات، ليتم مطالبته بالتوقف لكنه رفض الامتثال لأوامر الشرطة ولاذ بالفرار، غير أن الدورية الأمنية تعقبته بطريقة سلسة إلى أن تمت محاصرته في مدار منطقة إيبيريا، حيث تم اعتقاله بالقوة بعدما رفض تسليم نفسه. وبحسب قرار الإحالة، فإن دورية الشرطة كانت حجزت لدى المتهم بعد تفتيش سيارة أودي، سكينا من الحجم الكبير، وعصا خشبية، قبل أن يتم عرضه وسط عدة أشخاص على أنظار عدة ضحايا من المشتكيات سرعان ما تعرفن عليه بسهولة، ليتقرر وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، ثم لاحقا رهن الاعتقال الاحتياطي، بعد عرضه على أنظار نائب الوكيل العام للملك. وتعود فصول جرائم المتهم حسب قرار الإحالة لقاضي التحقيق، إلى الشهور الأولى من سنة 2018، حيث كان الجاني الذي ينحدر من مدينة القصر الكبير، يتربص بالفتيات اللواتي ينتظرن في موقف الحافلات، أو عند أبواب المتاجر الكبرى، ثم يفتح معهن أطراف الكلام ويستدرجهن إلى سيارة من نوع كولف 4 ذات ترقيم أوروبي، ثم يتوجه بهن تحت التهديد بسلاح أبيض نحو مناطق خلاء، حيث يقوم افتضاض بكارتهن بالعنف، فيما كان يعتدي بالضرب والجرح على من تقاومه ويسلبها ممتلكاتها ثم يخلي سبيلها. أما المتهم، فصرح عند البحث التمهيدي معه أنه بعد الإفراج عنه شهر يوليوز 2017 من عقوبة سجنية محددة، لم يتمكن من إيجاد عمل قار فتوجه إلى مدينة الفنيدق واشترى سيارة بدون وثائق مرقمة في إسبانيا، واستغلها في تهريب الخمور من مدينة سبتةالمحتلة إلى مدينة القصر الكبير، حيث تطابقت اعترافاته مع نفس المواصفات التي قدمتها الضحايا في شكاياتهن الفردية والجماعية ضد المتهم الذي كان يقدم لهن نفسه باسم مستعار.