قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في القنيطرة، مساء الأربعاء المنصرم، متابعة متهم بارتكاب جريمة قتل، في حالة اعتقال، بعدما ثبت للمحكمة وجود أدلة قانونية تبرر تورطه في الجريمة. وأدان القاضي الراوي، رئيس هيئة الحكم، في الجلسة نفسها، الظنين (م ع)، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي منذ الثالث والعشرين من غشت الماضي، بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهو الحكم الذي نادرا ما تنطق به استئنافية القنيطرة وتقضي به. وكان المتهم قد أحيل على الوكيل العام للملك بالمحكمة ذاتها من طرف ضابطة مركز الدرك في مدينة زومي إقليموزان، التي أوقفته للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل، في الواحد والعشرين من الشهر نفسه، بشارع محمد الخامس، راح ضحيتها المسمى (م ب)، بعد تلقيه طعنات بالسلاح الأبيض أسفرت عن إصابته بجروح غائرة في الجانب الأيمن من الصدر، و لاذ بالفرار بعد ذلك. وكشف المحكوم بالمؤبد، خلال الاستماع إلى أقواله في مرحلة البحث التمهيدي، أن ارتكابه هذه الجريمة هو انتقام لشرف أخته التي أقدمت على الانتحار بوضع حد لحياتها شنقا على غصن شجرة، مباشرة بعد تعرضها للاغتصاب من طرف شقيق الهالك، الذي كان يعدها بالزواج دون أن يفي بوعده بإيعاز من الضحية، وهو ما دفعه إلى التفكير في تصفيته جسديا نتيجة إحساسه بالإهانة، حيث استغل وجود الضحية رفقة صديق له بداخل سيارة كانت تسير ببطء شديد في شارع كان يعرف وقتها ازدحاما شديدا قبيل موعد الإفطار، ليترصد له، قبل أن يستل سكينا كان يدسها بداخل ثيابه ويتجه صوب الهالك، موجها له، في غفلة منه، طعنة قاتلة إلى الصدر ليطلق ساقيه للريح. وهي الاعترافات التي تراجع عنها الظنين أثناء استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا من طرف الحسين غرار، قاضي التحقيق للغرفة الأولى باستئنافية القنيطرة، حيث أكد أن الهالك هو من أخرج سكينا لإيذائه، فدافع عن نفسه بدفعه، مما أدى إلى إصابته بسلاحه، وهي الأقوال التي فندتها تصريحات الشهود، ونتائج التشريح الطبي، التي أشارت إلى أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة نزيف حاد جراء طعنة غائرة بالسلاح الأبيض في القفص الصدري أصابت الرئة.