بعد أيام قليلة على إعلان الحكومة الإسبانية، عن برنامج جديد تحمله وزارة الداخلية من أجل "أنسنة الحدود"، ويضم التخلص من الشفرات الحادة المحيطة بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ووضع نظم مراقبة متقدمة لترصد المهاجرين، كشفت معطيات جديدة عزم المغرب تعويض الإجراءات الإسبانية بالمدينتين المحتلتين بأخرى مثيلة لها من الجانب المغربي. صحيفة “إلباييس” الإسبانية، نقلت من غابة بليونش المحيطة بمدينة الناظور المتاخمة لمدينة مليلية المحتلة، أن مخيمات المهاجرين غير الشرعيين الذين ينتظرون فرصة لاجتياز مليلية، لم تعد تطاردها السلطات المغربية، فيما نقلت الصحيفة الإسبانية عن مصدر من وزارة الداخلية المغربية تفسيره للتوجه الجديد للسلطات المغربية بالقول إنه “الأن، سيصبح شبه مستحيل أن يصل المهاجرون إلى سبتة أو مليلية. عن طريق أموال أروبا سنحمي الحدود”. المصدر في وزارة الداخلية المغربية الذي تحدث عن الإجراءات الجديدة للمغرب لحماية محيط المدينتين المحتلتين، لم يكشف عن طرق تنزيل هذه “الحماية”، فيما رجحت وسائل إعلام إسبانية أن يقوم المغرب بوضع الشيفرات الحادة على محيط المدينتين المحتلين لوقف تدفقات المهاجرين، قبل أن تعلن قبل أيام قليلة عن مشروع بغلاف مالي يصل إلى 850 مليون أورو، ويضم سحب الشفرات الحادة من سياجي مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وتحديث مراكز الشرطة، والحرس المدني وتغيير نظام عمل مراكز المهاجرين. يشار إلى أن سلطات مدينة مليلية المحتلة عملية تثبيت شفرات حادة في السياج الحديدي، الشائك، والمحيط بالمدينة، بداية العام الماضي، بحجة وقف تسلل القاصرين المغاربة إليها، ما أثار جدلا واسعا حول خطورة هذا الإجراء الجديد على الأطفال المغاربة، واعتبرته أحزاب إسبانية إجراءً "لا إنسانيا". وتشكل قضية القاصرين المغاربة المهاجرين إلى مليلية، واحدة من أكبر المشاكل، التي تعانيها المنطقة، ونقطة خلافية بين المغرب، وسلطات المدينة، حيث تزايد عددهم بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، عن طريق تسلقهم السياج الحديدي المحيط بمليلية المحتلة، واختبائهم في محركات الشاحنات، من أجل العبور إلى أوربا عن طريق ميناء مليلية. وسبق للحكومة الإسبانية في عهد "ثاباتيرو"، عام 2007، أن اتخذت قرار تسييج حدودها بالشفرات، ثم اتخذت حكومة راخوي القرار نفسه لمواجهة تدفق المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، عام 2013، غير أن حكومة بيدرو سانشيز تتجه الآن للتراجع عن هذا الإرث، باتخاذ خطوات في اتجاه التخلي عن الشفرات الحادة في السياج المحيط بالمدينتين المحتلتين.