منعت السلطات المحلية في مدينة فاس نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، من عقد ندوة حول المدرسة العمومية كان مقررا أن تنعقد في مركب تابع للجماعة أول أمس الأحد. وأقفلت السلطات المحلية بمعية أعوان من جماعة فاس أبواب مركب الحرية بمقاطعة أكدال، حيث كان سيحتضن أطوار ندوة وطنية حول موضوع “أية آفاق للمدرسة العمومية في ظل الرؤية الاستراتيجية ومشروع قانون الإطار 17/51″، تؤطرها الهيئة الوطنية للدفاع عن المدرسة العمومية في شخص نبيلة منيب عن الاشتراكي الموحد، ومصطفى البراهمة عن حزب النهج الديموقراطي، وعزيز عقاوي عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأحمد السامري عن النقابة الوطنية للتعليم” ك- د- ش”، ومحمد اليوسفي عن الجامعة الوطنية للتعليم والتي سبق لها أن انشقت عن “نقابة موخاريق”. وفي هذا السياق، قالت نبيلة منيب ل”أخبار اليوم”، إن “منعها ورفاقها من تنظيم ندوتهم بالمرفق العمومي لمركب الحرية، يعتبر وجها من أوجه الاستبداد الذي تمارسه الدولة وحزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والذي بات منتخبوه بالمدن التي يدبرونها يتصرفون فيها وكأنها ملك لهم، حيث يفتحون مرافقها العمومية في وجه من يريدون ويغلقونها أمام من يخالفون توجهاتهم، خوفا من كشف فضائحهم”، تقول منيب. وأضافت بأن المغاربة ظنوا بعد معاناتهم مع سنوات الجمر والرصاص، بأنهم أقبروا مرحلة ودخلوا فترة أخرى لبناء المغرب الديمقراطي، لكننا فوجئنا بظهور أناس لاديمقراطيين، (في إشارة منها لإخوان بنكيران)، والذين قالت عنهم إنهم وصلوا إلى المناصب وعاثوا فيها استبدادا، بل ساروا جنبا لجنب الدولة في فرض سياسات لاشعبية تعاكس مصلحة البلاد وتعادي فكرة بناء مغرب يتسع لجميع المغاربة، بحسب تعبيرها، مشددة على أن ما حصل بفاس وقبله بتطوان لما منعت من تأطير ندوة حول “الانتقال الديمقراطي بالمغرب”، “لا يرهبنا بل يزيد من إصرارنا لمواصلة مسيرة فضح الاستبداد، وتكثيف النضال الجماهيري لبناء المغرب الديمقراطي”. وركزت منيب ورفاقها غضبها على حزب العدالة والتنمية عقب منعهم من الولوج لمرفق عمومي وتنظيم ندوتهم حول مستقبل المدرسة العمومية، ووجدتها مناسبة وجهت فيها نداء تطلب من خلاله من الشعب كما قالت، بأن يصحو ويأخذ بزمام أمره دفاعا عن وطنه ومستقبله، وذلك عبر انخراطهم الواسع والمكثف في العمل السياسي المبني على الأخلاق والمبادئ الوطنية ومصالحه العليا، كما طلبت منيب من المغاربة بأن لا يعطوا أصواتهم لمن لا يستحقها، عقابا منهم لمن عبثوا بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ومستقبل الأجيال. هذا وعرف المدخل الرئيسي لمركب الحرية بوسط مدينة فاس، بعد زوال يوم أول أمس الأحد، حالة من الغليان لرفاق منيب والبراهمة ونقابيي الجامعة الوطنية للتعليم، والذين نفذوا وقفة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات مناوئة للحكومة ولوزارة الداخلية، اتهموهما بشن هجمة على تنظيماتهم، عبر منعهم من القاعات العمومية بعدد من المدن المغربية، حيث رددوا في وقفتهم والتي شاركت فيها منيب والبراهمة، شعارات منتقدة للسلطات، قبل أن يختموا احتجاجهم بمسيرة صامتة توجهت صوب مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشارع الحسن الثاني، القريب من مركب الحرية، حيث نظموا هناك ندوتهم، والتي جلدوا خلالها اختيارات وسياسات حزب العدالة والتنمية وحلفائه، بخصوص المدرسة العمومية، والتي قال عنها المشاركون إنها تخضع لنفس السياسات الحكومية السابقة لضرب حق أبناء الفقراء وبعدهم أبناء الطبقة الوسطى في ولوج التعليم العمومي، والذي راهنت عليه حكومتي “البيجدي” لتحقيق العدالة الاجتماعية، لكنهما فشلتا بسبب الاختيارات اللاشعبية وافتقادهما للكفاءات القادرة على إنجاح هذا الورش الاجتماعي، كما قالت منيب.