في تسجيل جديد لمكالمة بين الصحافي حميد المهداوي وزوجته بوشرى الخونشافي، تطرق خلاله إلى تفاصيل المكالمات التي توصل بها من إبراهيم البوعزاتي، والتي يتابع من أجلها بتهمة عدم التبليغ على جناية تمس بأمن الدولة، موضحا مجموعة من النقاط تثبت كذب المتصل وعدم سلامته العقلية من خلال سقوطه في تناقضات كثيرة، أهمها ادعاء اقتناء دبابة علما أنه لا يمكن للأفراد اقتناء سلاح من هذا النوع، وأن من شأن التبليغ عن ذلك الزج به أيضا في السجن بتهمة التبليغ عن جناية يعلم بعدم حدوثها. وأفادت بوشرى الخونشافي أن المكالمة التي تلقتها من زوجها حميد المهداوي، تناولت شرحا تفصيليا دقيقا للمكالمات التي يحاكم من أجلها، مؤكدة أنه لا زال يعيش وضعا فريدا داخل المركب السجني “عكاشة” بالدار البيضاء، في زنزانة منفردة وفسحة منفردة بمعزل عن باقي السجناء، الغرض منها التأثير على معنوياته، مشيرة إلى أنه يقاوم العزلة ببرنامج سطره بإحكام كممارسة الرياضة والمطالعة، إضافة إلى التزامه بمتابعة الدراسة في كلية الحقوق عين الشق بالدار البيضاء. وأوضحت الخونشافي في اتصال مع “أخبار اليوم” أن المهداوي ركز في مكالمته معها التي دامت حوالي ساعة من النقاش المفصل، على تحليل مضمون المكالمات، مبينا مواقع الكذب، والتناقضات، مدليا بالنصوص القانونية التي تبين موقفه السليم في القضية، مؤكدة أن المكالمات كان هدفها الأساسي توريط المهداوي في تهمة المشاركة، غير أنه انتبه للمؤامرة، مما جعل المتحدث يخبره بأنه يمده بأخبار كثيرة بهدف نشرها، ليرفض مدير موقع “بديل” نشرها، وهو ما دفع المتصل إلى محاولة توريطه في تلقي أموال من الخارج، باقتراح إرسال مبالغ مالية واقتناء الأدوية، مشيرة إلى أن زوجها كان محتاطا وعلى قناعة بأن الشخص مجنون أو تابع لإحدى الأجهزة قصد توريطه. وأضافت زوجة المهداوي أن زوجها لو بلغ عن خبر اقتناء دبابة من روسيا لتم القبض عليه ومتابعته بالفصل 264 بتهمة التبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها، مضيفة أن البوعزاتي حاول توريط المهداوي بأي شكل من الأشكال، مؤكدة أن زوجها كان هدفا منذ مدة، موضحة أن المكالمات تلقاها يومي السبت والأحد، ثم تلقى مكالمة يوم الاثنين الموالي من طرف فتاة أخبرته بأنها خطيبة ناصر الزفزافي قائد حراك الريف، تستفسره عما يمكن القيام به بعد اعتقال الزفزافي، وهي كلها خطوات تحاول الزج بالمهداوي ودفعه لاقتراح خروج متظاهري حراك الريف، وهو تصرف من المفروض أن يقود لاعتقاله بتهمة المشاركة، غير أن المهداوي أخبرها أنه فقط صحافي، وأنه لا يعرفها، مشككا في كونها مدفوعة من جهة معينة، مؤكدة أنه كان يحس أنه مراقب ومتابع. وأشارت الخونشافي إلى أن قرار قاضي التحقيق يعرف البوعزاتي بأنه أجير في هولندا، بخلاف ادعائه أنه بعث للزفزافي 160 ألف يورو، وأنه بصدد اقتناء دبابة روسية ويعمل على إدخال أسلحة، مما يوضح أن قاضي التحقيق على علم بأن البوعزاتي كان يكذب، مشيرة إلى أن المتصل كان يريد توريط المهداوي في الفصل 202 الذي يحيل إلى الحكم بالسجن المؤبد. وبخصوص التناقضات التي شملتها المكالمات، أن البوعزاتي وصف المهداوي بأنه وطني، وفي نفس الوقت يخبره باقتناء دبابات لاستعمالها في انفصال الريف عن المغرب، موضحة أنه تناقض لأن الوطني لا يسمح بإيذاء وطنه، ثم إنه أخبره بأنه ملياردير، في حين انتهى رصيده من المكالمات، وهو ما يوضح بجلاء أنها مكالمات فارغة وأن الشخص مجنون وغير سوي، وأن تلك المكالمات لا تستحق أن يتم التبليغ عنها لما تضمنته من تناقضات. وتناولت المكالمة تطرق المهداوي بالتفصيل للمكالمة وإبراز التناقضات الصارخة، كادعاء البوعزاتي أنه يثق فقط في الملك، ثم ينقلب فيما بعد، وأنه وعد المهداوي بجعله وزيرا ثم رئيسا، مؤكدا لزوجته أن المتصل أحمق أو مجنون، وأن كل ما تحدث عنه لم يحدث على أرض الواقع فيما بعد، مما يعني زيف الادعاءات، وأنه كان على صواب حين لم يتجه للتبليغ عن ذلك، وإلا لتم اعتقاله أيضا بتهمة التبليغ عن جناية يعلم بعدم حدوثها.