تزامنا مع انطلاق عمليات انتقال العاملات الموسميات المغربيات للاشتغال في جني الفراولة في الحقول الإسبانية، اللائي يتوقع أن يقارب عددهن، هذه السنة، 20 ألف عاملة، خرج منتجو الفواكه الحمراء في حوض اللوكوس، خلال الأسبوع الجاري، للتعبير عن غضبهم، بسبب ما اعتبروه تهديدا ليدهم العاملة، بسبب استقطابها من طرف إسبانيا. الفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء وجهت، خلال الأسبوع الجاري، مراسلة إلى عدد من الوزراء في حكومة سعد الدين العثماني، اشتكت فيها من قلة اليد العاملة في حقول الفراولة المغربية، بسبب استقطابها، موسميا، من طرف إسبانيا، معبرة عن انتقادها للسياسة الحكومية تجاه هذا الموضوع، بالشكل، الذي يطبق به، حاليا. وفي تصريح ل”اليوم 24″، اليوم الأحد، قال أمين بناني، نائب رئيس الفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء، إن المنتجين المغاربة، الذين يتركزون أساسا في حوض اللوكوس، ما بين مدن العرائش، والقنيطرة، يعيشون على إيقاع نذرة اليد العاملة طوال السنة، ويتفاقم العجز في شهري مارس، وأبريل، اللذين يتزامنان مع موسمي الجني، وهجرة العاملات إلى إسبانيا. وأكد بناني، في التصريح ذاته، أن مشكلة نذرة اليد العاملة تتفاقم بسبب هجرة العاملات الموسميات إلى حقول الفراولة الإسبانية، والفيدرالية البيمهنية للفواكه الحمراء تقترح أن لا تتركز هجرتهن على منطقة حوض اللوكوس، وإنما على الجهات، التي تتفاقم بها نسب البطالة، وتنعدم فيها فرص العمل الفلاحي. وعن مراسلة الحكومة، قال بناني إن الفدرالية تسعى إلى تحسيس المسؤولين الحكوميين بالضرر، الذي يتكبده المنتجون في منطقة حوض اللوكوس، بسبب نزيف اليد العاملة، مطالبين بتوسيع نقاط انتقاء العاملات لتشمل أقاليم أخرى، وتفتح أمام النساء، والرجال، مشددا في الوقت ذاته على أن الفيدرالية لا تطالب بوقف هجرة اليد العاملة “حنا بغينا المغاربة يمشيو يخدمو الله يسهل عليهم”، وإنما بعقلنة لهجرة اليد العاملة الفلاحية، للحفاظ على مصالح المنتجين المغاربة.
وعلى الرغم من تحول قضية تشغيل العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، خلال السنة الأخيرة، إلى قضية رأي عام في إسبانيا، بعد خروجهن إلى العلن، موجهات اتهامات لمشغليهم بالاعتداءات الجنسية، وصلت إلى المحاكم الإسبانية، يستعد المغرب إلى رفع أعداد العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، خلال موسم الجني في عام 2019، لتصل إلى 20 ألف عاملة، بزيادة تقدم بأربعة آلاف، وسط تجند حكومي لتعبئة كافة المعنيين بالموضوع، لعدم تكرار وقائع الموسم الماضي. وأعلنت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات عن مواعيد التسجيل للعمل في حقول الفراولة الإسبانية، خلال الموسم الفلاحي الحالي، محددة سن العاملات ما بين 25 و45 سنة، مع وضع شرط وجوب التوفر على تجربة مهنية في العمل بالمجال الفلاحي، والسكن في العالم القروي، والتمتع بصحة جيدة. وعن ظروف العمل، قالت الوكالة إن عقد العمل يمتد إلى ثلاثة أشهر، على أساس فترة تجريبية محددة في 15 يوما، ثم راتب خالص يصل إلى 37 أورو في اليوم، ويصل عدد ساعات العمل إلى 6 ساعات ونصف ساعة، والاستفادة من عطلة أسبوعية لمدة يوم واحد، كما سيتم تأمين السكن من طرف المشغل، وأيضا التنقل في إسبانيا بين مقري السكن، والعمل.