في ظل الحديث الإعلامي عن تعرض عاملات مغربيات في حقول الفراولة الإسبانية لاعتداءات جنسية، وسوء معاملة، أثناء وجودهن في إسبانيا، كشف تحقيق أن العاملات المغربيات الموسميات، يخضعن للاستغلال في المغرب، قبل إسبانيا. التحقيق الذي أصدرته الباحثة شادية أعراب في كتاب تحت عنوان "نساء التوت أصابع ملائكية"، وقدمته مساء أمس الثلاثاء في ندوة بالعاصمة الرباط، أورد أن نظام تشغيل العاملات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، يشمل شروطا مكتوبة، من ضمنها أن تكون المرأة متزوجة وأم، إلا أن الشروط الغير مكتوبة، هي أنه يتم اختيار النساء الغير جميلات، والغير بدينات، ليتمكن من الدخول للبيوت الدافئة المخصصة للزراعة، والنساء اللواتي يملكن أيادي خشنة، والنساء الأكثر فقرا وحاجة، والمنحدرات من مناطق "المغرب العميق". وعن سر توجه الإسبان نحو استيراد اليد العاملة المغربية، في الجني الموسمي للفراولة، تقول إعراب، إن العاملات المغربيات يقبلن بما لا تقبل به العاملات القادمات من أوروبا الشرقية، حيث لا يقبلن بالعمل بأثمة أقل من العمال الإسبان، ولا يقبلن بالعمل بدون قفازات في جني الفراولة، فيما تقبل العاملات المغربيات بالعمل بأقل من الحد الأدنى للأجور، ولساعات طوال خارج المسموح به قانونيا، ويقبلن بجني الفراولة بدون قفازات رغم أن الجني بهذه الطريقة يعرض أياديهن لضرر بالغ. وتقول أعراب، إن الانتهاكات في حق العاملات المغربيات لا تتوقف عند هذا الحد، بل يتم حرمانهن من جوازات سفرهن، مباشرة بعد وصولهن للأراضي الإسبانية، ما يجعلهن مسلوبات الإرادة، ومحرومات من الحق في حرية التنقل، في ظل عدم تمكنهن من وثائقهن التي تظل محتجزة عند المشغلين. الباحثة، التي اشتغلت لسنوات على موضوع العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية بمنطقة هوليلفا، حذرت أمس الثلاثاء، من ظهور أمراض على العاملات العائدات من إسبانيا، مستقبلا، بسبب اشتغالهن لساعات طوال، داخل البيوت البلاستيكية للفراولة، حيث تتركز المبيدات الحشرية المستعملة لأغراض فلاحية، ويلمسنها بأيديهن في أحايين كثيرة. يذكر أن قضية العاملات المغربيات في حقول الفراولة في الجنوب الإسباني، تفجرت عندما خرج عددن منهن في مقاطع فيديو، يتحدثن فيها عن تعرضهن لاعتداءات جنسية، وسوء معاملة أثناء إقامتهن في حقول الفراولة الإسبانية، وهو ما فتحت فيه السلطات الإسبانية تحقيقات، قبل أن تقر وزارة الشغل والإدماج المهني بتسجيل ما يقارب عشر حالات، وتعد بتحسين ظروف إقامة العاملات في عدد من الضيعات.