كشف تقرير صادم لصحيفة "إلباييس" الإسبانية عن ظروف إقامة وعمل العاملات المغربيات في حقول الفراولة بجنوب إسبانيا وبالضبط بمنطقة "هويلفا"، وتعرضهن للاعتداءات الجنسية، وصف عملهن بتلك الحقول ب"الجحيم الحقيقي". ونقل التقرير شهادات عاملات مغربيات تعرضن لاعتداءات جنسية في حقول الفراولة بمنطقة "هويلفا"، منهن سيدة تدعى "فاطمة" وهي أم لطفلين تحكي كيف أن مشغلها حاول أن يمارس الجنس معها بالقوة، أثناء قيامه بإيصالها إلى العمل، حيث أمسكها من صدرها وبدأ في تحسس مناطق أخرى من جسمها، وحاول تقبيلها وخلع سروالها. وتضيف فاطمة أن مشغلها المعروف باعتداءاته الجنسية على العاملات بحقول الفراولة، منعها من الخروج من السيارة وأصر على ممارسة الجنس معها، غير أنها قاومته وظلت تبكي وتضربه إلى أن أفلتت من بين يديه ووصلت منزلها في حالة نفسية متدهورة. وقالت الصحيفة الإسبانية إن "فاطمة" كانت من بين ثماني نساء قمن بالتبليغ عن تعرضهن لاعتداءات جنسية في حقول الفراولة، وقد وضعن شكاويهن لدى مكتب الحرس المدني الذي قام بإرسالها إلى المدعي العام. وأضافت أن أزيد من 17 ألف مغربية وصلن هذا العام إلى "هويلفا"، غير أن هناك محاولة لإخفاء واقع وظروف اشتغالهن المزرية، حيث يتعرضن لمجموعة من التجاوزات لكونهن أميات وفقيرات وأغلبهن متزوجات وحاملات، أربعة منهن فقط من قبلن بتقديم شكوى ضد مشغلهن بشرط عدم الكشف عن هوياتهن. إقرأ أيضا: وزارة الشغل: لم تثبت أية حالة تحرش جنسي بعاملات مغربيات باسبانيا التقرير وصف عمل العاملات الموسميات المغربيات بمزارع الفراولة بالجحيم الحقيقي، وهو ما جعل معاناتهن تخرج إلى النور، وشجعهن على تقديم شكاوى إلى "النقابة الأندلسية للعمال"، التي دقت بدورها ناقوس الخطر وقامت بتوثيق الشكاوى التي تقدمت بها العاملات الموسميات. ونشرت الصحيفة، شهادة أخرى بالفيديو لسيدة مغربية حامل في شهرها السادس، وتعمل هي الأخرى في حقول الفراولة بجنوب إسبانيا، وقالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي دون أن تستطيع أن تبوح بذلك للشرطة خوفا من مشغلها. وقالت السيدة: "كنت في البيت أنا وسيدة أخرى، إلى أن دخل الرجل المكان، وأمسك بي من بطني. قلت له ابتعد عني أنا حامل، لكنه قال لي: إن هذا ليس بمشكل، يمكن أن نمارس الجنس الفموي أو نمارس الجنس من الخلف". وأشارت إلى أنها رفضت طلبه لممارسة الجنس، وقاومته، وبدأت تصرخ وتنادي باقي صديقاتها لمساعدتها على إخراج الرجل من البيت، مضيفة أن نفسيتها منذ ذلك الحادث أصبحت مريضة ومنهارة وغير قادرة على العودة إلى المغرب خوفا من أن تتعرض للقتل على يدي أقاربها. وعلاقة بالموضوع، أفادت وزارة الشغل و الإدماج المهني، أن الزيارتين الميدانيتين المنظمتين على التوالي من طرف الوزارة والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والسفارة الإسبانية بالمغرب بتاريخ 10 و11 ماي 2018 وكذا الوزارة المكلفة بالجالية أواخر شهر ماي، أكدت أنه لم تثبت أية حالة تحرش جنسي على العاملات المغربيات الموسميات بمزارع إقليم هويلفا الاسباني، باستثناء حدث الشخص الذي يبلغ من العمر 47 سنة والذي ما زال التحقيق القضائي الإسباني ساريا معه قبل اتخاذ أي قرار بشأن القضية.