مُقابِلَ نَفْي محمد يتيم، وزير للشغل والإدماج المهني، أن تَكُونَ العاملات المغربيات الموسميات بمزارع إقليم "هويلبا" قَدْ تعرَّضْن لاعتداءات جنسية، بَاشَرَتِ السُّلطات الأمنية الإسبانية حملة جديدة أسفرت عن اعتقالات بصفوف إسبان يُشتبه في اعتدائهم على العاملات المغربيات، بعد أن قُمن بوضع شكايات لدى الحرس المدني، يتَّهِمْن فيها مُلاك المزارع بالإيذاء الجنسي والاحتجاز. وحسب ما أفاد به موقع "ABCSEVILLA" الإسباني، فإن "أفراد الحرس المدني اعتقلوا مسؤولين إسبان عن ضيعات فلاحية، يشتبه في اعتدائهم على عاملات موسميات مغربيات وإسبانيات يشتغلن في حقول الفراولة التابعة لإقليم ألمونتي بالجنوب الإسباني". وقال المنبر الإسباني إن "السلطات الأمنية اعتقلت شخصين إسبانيين مسؤولين عن المزارع الأندلسية بعد وُرُودِ 4 شكايات تقدَّمت بها عدد من العاملات في حقول الفواكه الحمراء". ويأتي اعتقال هؤلاء المزارعين في الوقت الذي كانت فيه السلطات الإسبانية قد أعلنت إلقاء القبض على رجل، يبلغ من العمر 47 سنة، بتهمة الاعتداء الجنسي على العاملات الموسميات المغربيات، بينما ما زال التحقيق القضائي سارياً بشأن القضية. وفي مقابل اتّهام العاملات المغربيات مَلاَّكُي المزارع في حقول "هويلبا" بالاعتداء عليهن واحتجازهن داخل الحقول في أوضاع لا إنسانية، كشفت لجنة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، في تقرير حديث لها، تعرُّض مئات العاملات المغربيات للمضايقات والاعتداءات الجنسية داخل حقول "الفراولة"، خاصة تلك الواقعة خارج المجال الحضري، وتابعت اللجنة الأوروبية أن "أرباب العمل يهدِّدون العاملات ويستغلون جهلهن، لأن معظمهن أميات لا يتحدثن الإسبانية". وتعيش أزيد من 500 عاملة مغربية في منطقة "هويلبا"، جنوب إسبانيا، حيث يشتغل مُعظمهن داخل حقول الفراولة مقابل مبلغ 40 أورو عن كل يوم عمل، علماً أن عليهن الاشتغال 7 ساعات يومياً مع نصف ساعة استراحة، ويوم واحد عطلة في الأسبوع، دون تغطية اجتماعية وفي بيئة تستقبل المهاجرين بالرفض والمضايقات. وعرف ملف العاملات الموسميات منعطفاً خطيراً بعد احتجاز مئات العاملات المغربيات الموسميات (400 امرأة) في إحدى الضيعات وحَمْلهنَّ على متن حافلات في محاولة لتهجيرهن إلى المغرب، للحيلولة دون تقديم شكايات حول الأوضاع المزرية والاعتداءات التي يتعرضن لها؛ فيما فضَّلت أُخريات الانزواءَ إلى الصَّمت مخافةً من مغبة الطرد والترحيل إلى المغرب. وتشتغل في حقول جني الفراولة في إسبانيا آلاف العاملات المغربيات في الفترة الممتدة من شهر أبريل ويونيو من كل عام، وتشترط الجهات المشغلة أن تكون العاملة المغربية "فلاحة لديها تجربة مهنية في جني الفواكه الحمراء، ولديها القدرة البدنية على ممارسة هذا العمل، كما يتعين أن تكون متزوجة ولديها أطفال"؛ ذلك حتى يتم التأكد من عودتها إلى بلادها بعد انتهاء موسم الجني.