زهاء خمس ساعات متواصلة استغرقتها مسطرة التقديم والاستنطاق الابتدائي لمدرب في رياضة كرة قدم، أول أمس الأربعاء، للاشتباه في اغتصابه طفلا داخل ملعب رياضي بمقاطعة “سيدي يوسف بنعلي”، فقد أجرت له فرقة الأخلاق العامة مسطرة التقديم، ابتداءً من ال 11 صباحا، أمام أحد نواب الوكيل العام، الذي اطلع على محضر البحث القضائي التمهيدي، قبل أن يستنطق المشتبه، ويقرّر متابعته بتهمتي “التغرير بقاصر، وهتك عرضه باستعمال العنف”، محيلا إيّاه على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، ملتمسا منه إجراء أبحاثه القضائية في شأن اتهامه بارتكاب الجنايتين السابقتين، مع متابعته في حالة اعتقال. وقد استُهلّ التحقيق الإعدادي بجلسة استنطاق ابتدائي أجراها قاضي التحقيق للمتهم، كما استمع إلى إفادة الضحية المفترض، وهو طفل لا يتجاوز عمره 13 سنة، بحضور والده، قبل أن يجري مواجهة بينهما، تمسك خلالها الطفل بتصريحاته، التي أدلى بها أمام الضابطة القضائية، خلال مرحلة البحث التمهيدي، متهما المدرب الرياضي باستدراجه إلى أحد مستودعات الملعب، بعد انتهاء حصة تدريبية في كرة القدم، يوم الجمعة الماضي، والاعتداء الجنسي عليه باستعمال العنف، فيما نفى المدرب الاتهامات السابقة، واصفا الشكاية ضده ب”الكيدية”. وقد خلص قاضي التحقيق إلى تأييد قرار النيابة العامة بمتابعة المتهم في حالة اعتقال، محرّرا أمرا مكتوبا بإيداعه سجن “الأوداية”، بضواحي المدينة، ووضعه رهن الاعتقال الاحتياطي، على ذمة التحقيق الإعدادي المجرى في القضية، ومحددا الثلاثاء 12 فبراير المقبل تاريخا لجلسة الاستنطاق التفصيلي للمتهم. هذا، وقد روى والد الضحية المفترض تفاصيل صادمة عن الاعتداء الجنسي الذي تعرض له ابنه، موضحا، في تصريح أدلى به ل”أخبار اليوم”، بأن المدرب استفرد بالقاصر الذي يتابع دراسته بالمستوى الثامن إعدادي، بعد الانتهاء من حصة تدريبية، وطلب منه مساعدته على حمل كرات وأمتعة رياضية إلى مستودع تابع للملعب، الذي قام بإغلاق أبوابه، ليعرض عليه أن يجري له حصة تدليك، زاعما بأنها ستساعده في تمارينه الرياضية، قبل أن يتحول التدليك، الذي كان المدرب يستعمل فيها مرهما، إلى تحرش جنسي حقيقي وملامسة لمناطق حساسة من جسم القاصر، الذي قال والده إنه احتج ضد سلوك المدرب. وأشار الأب، الذي يعمل نجارا، إلى أن ابنه تغيرت تصرفاته، منذ نهاية الأسبوع الفارط، إذ أصبح منطويا على نفسه، دون أن يكشف له أسباب هذا التغيير، بل وصل به الأمر، وعلى غير عادته، إلى الامتناع عن الذهاب لحصة يوم الأحد الأخير للرياضة المفضلة لديه، وهو ما أثار الشكوك والريبة لدى والدته، التي حاصرته بالعديد من الأسئلة حول سبب امتناعه عن حضور حصته التدريبية، قبل أن يصارحها بأنه تعرّض لهتك عرضه بالعنف من طرف المدرب المكلف بتأطير وتدريب الأطفال من أبناء المنطقة. وتابع بأنه عرض ابنه على طبيب سلمه شهادة طبية أكد فيها تعرضه لهتك عرض باستعمال العنف، قبل أن يتقدم بشكاية لدى الدائرة الأمنية السادسة، التي أشاد بالتعامل المهني والإنساني للمسؤولين ورجال الأمن بها، خاصة رئيس الدائرة ونائبه، اللذين قال إنهما قاما بجهود كبيرة في الأبحاث الأمنية التي أفضت إلى توقيف المشتكى به، مساء يوم الاثنين الماضي، والذي أحيل على فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي فتحت بحثا قضائيا تمهيديا، استهلته بإعادة الاستماع إلى المشتكى به، الذي تم وضعه تحت الحراسة النظرية، بتعليمات من النيابة العامة المختصة.