على بعد أقل من أسبوعين على مثوله أمام قاضي التحقيق باستئنافية مراكش لإخضاعه للاستنطاق التفصيلي، تقدمت عائلة فقيه مسجد دوار "بيحلوان" بجماعة "سيتي فاضمة"، المشتبه فيه باغتصاب سبع قاصرات، بشكاية لدى الدرك الملكي، حول تعرّض منزله لسرقة بعض محتوياته ومبلغ مالي، بعدما كانت زوجته غادرت الدوار إلى منزل عائلتها بجماعة "اغمات" المجاورة. وفيما فتح المركز الترابي للدرك الملكي بأوريكا بحثا تمهيديا قضائيا في الشكاية، يتوجس ناشطون حقوقيون من أن تكون للسرقة والاقتحام المفترض للمنزل علاقة بالأفعال المنسوبة للفقيه، ونوعا من "قضاء الشارع" أو ما يسمى ب"شرع اليد". في المقابل، استبعد مصدر مسؤول بالمنطقة بأن يكون العمل المفترض انتقاميا، موضحا بأن سكان المنطقة المشهود لهم بالطيبة والرزانة، لجؤوا إلى القضاء ولم يسجل عليهم أي رد فعل ضد الفقيه قبل توقيفه. وكان الدرك الملكي أوقف، نهاية شهر ماي المنصرم، الفقيه على خلفية اتهامه باغتصاب سبع فتيات تتراوح أعمارهن بين 9 و16 سنة، وأجرى له مسطرة التقديم، في حالة اعتقال، أمام أحد نواب الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، وهي المسطرة التي انتهت بإحالة المشتبه فيه على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، الذي استمع إلى الضحايا المفترضات، بحضور أولياء أمورهن، الذين تمسكوا بمتابعته قضائيا، قبل أن يجري جلسة للاستنطاق الابتدائي للفقيه، الذي قرّر وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق الإعدادي، آمرا بإيداعه سجن "الأوداية"، ومحددا 26 يونيو المقبل تاريخا لجلسة استنطاقه التفصيلي. وقد جاء توقيف الفقيه "العربي.ب"، الذي يبلغ 45 سنة، على إثر إجراء عادي يتعلق ببحث لفائدة العائلة فتحه درك أوريكا، في شأن ظروف مغادرة فتاة في ال 17 من عمرها لمنزل أسرتها، وانتقالها إلى مدينة الدارالبيضاء، مباشرة بعد موافقة والدها على تزويجها من الشخص الذي تقدم لخطبتها، قبل أن تعود في اليوم الموالي لمسقط رأسها و تفجر مفاجأة من عيار ثقيل، متهمة إمام المسجد بأنه كان يمارس عليها الجنس باستمرار عندما كانت تدرس عنده ب "المسيد"، قبل سبع سنوات، وأن في إحدى المرات افتض بكارتها، مشيرة إلى أنه اعتاد على هتك عرض القاصرات، اللائي كان مفترضا أن يلقنهن أولى دروس اللغة والتربية الدينية. لم تأخذ عائلة الفتاة ولا ساكنة الدوار، في البداية، تصريحاتها على محمل الجد، فقد كان الفقيه "سي العربي" يتمتع بحظوة لديهم، إذ كان يؤمهم في الصلوات الخمس، لأكثر من 18 سنة منذ أن تولى هذه المهمة في إطار النظام التقليدي المعروف ب"الشرط"، غير أن صورة الفقيه الورع سرعان ما اهتزت أمامهم بسبب اتهامه من طرف 6 أسر بهتك عرض بناتهن. ويؤكد المشتكون بأن ما أجج الاتهامات ضد الفقيه هو أن الاعتداءات الجنسية المفترضة تزايدت وتيرتها خلال شهر شعبان المنصرم، الذي يقولون بأنه تزامن مع وضع زوجته لابنهما الثاني، لافتين إلى أن المشتكى به كان يستدرج الفتيات القاصرات إلى غرفة ملحقة بالمسجد، مغريا إياهن بالإطلاع على حاسوبه الشخصي، كما كان يطلب من الفتيات تنظيف المسجد وغرفته الشخصية، ليقوم بعد ذلك بالاستفراد بهن وهتك عرضهن.