صك اتهام ثقيل وجّهه الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، مؤخرا، إلى مستشارة جماعية بضواحي المدينة، وإطار تربوي بإحدى المؤسسات التعليمية بجماعة “تولوكلت”، بإقليم شيشاوة، في ختام مسطرة تقديمهما أمامه، في حالة اعتقال، عصر يوم الأحد المنصرم، والتي انتهت بإحالتهما على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، من أجل إجراء أبحاثه القضائية في شأن اتهامهما ب”الاتجار في البشر، والوساطة في الدعارة، واستدراج قاصر لهتك عرضها وممارسة الفساد مقابل إغراءات مادية”، ملتمسا منه متابعتهما في حالة اعتقال، والاستمرار في وضعهما رهن الاعتقال الاحتياطي، إلى حين الانتهاء من التحقيق الإعدادي. ملتمس الوكيل العام أيّده قاضي التحقيق، الذي قرّر، بعد انتهاء من جلستي استنطاقهما الابتدائي، مساء اليوم نفسه، تحرير أمر مكتوب بإيداعهما سجن “الأوداية” بضواحي مراكش، بعد أن واجههما بلائحة الضحايا المفترضات، واللائي تضم 15 فتاة، بينهن قاصرات وشابات في مقتبل العمر ومطلقات. مثول المستشارة ورجل التعليم أمام كل من النيابة العامة وقاضي التحقيق، جاء بعد البحث التمهيدي الذي أنجزه المركز القضائي، التابع لسرية الدرك الملكي بشيشاوة، على خلفية شكاية تقدمت بها أم فتاة قاصر لدى وكيل الملك بابتدائية إيمنتانوت، تتهم فيها المستشارة الجماعية “خديجة.و”، المنتمية إلى حزب الأصالة والمعاصرة، والإطار التربوي باستدراج طفلتها من أجل هتك عرضها، قبل أن يتقرّر توقيف المشتكى بهما، يوم الخميس المنصرم، من طرف الدرك الملكي بشيشاوة، ويتم وضعهما تحت الحراسة النظرية. وقد تقرّر تمديد الحراسة النظرية في حق المشتكى بهما، لمدة 24 ساعة إضافية، من أجل تعميق البحث التمهيدي واستكمال التحقيقات الأمنية، وذلك بعد أن برزت معطيات جديدة في الملف أظهرت ضحايا مفترضات أخريات. واستنادا إلى مصدر مطلع، فقد خلص البحث التمهيدي إلى أن التحقيقات الأمنية التي أجرتها الضابطة القضائية أنتجت أدلة كافية على ارتكاب المشتبه فيهما للأفعال المنسوبة إليهما، موضحا بأن العناصر المكونة لجناية “الاتجار بالبشر” تبقى ثابتة في حقهما، وذلك من خلال اعتيادهما على تجنيد واستدراج الفتيات إلى ممارسة الفساد، مع استغلال حاجتهن الماسة إلى المال عن طريق الإغراءات المادية، وقد أجريت لهما مسطرة التقديم أمام الوكيل العام للملك بمراكش، من أجل الاختصاص، على اعتبار بأن الأفعال المذكورة ترقى إلى مستوى الجنايات. وعلمت “أخبار اليوم” بأن قاضي التحقيق حدّد يوم الاثنين المقبل (22 أكتوبر الجاري) تاريخا لجلسات الاستنطاق التفصيلي للمشتبه فيهما، وإجراء مواجهة بينهما، ومن المقرّر، أيضا، أن يستمع إلى الضحايا المفترضات، خاصة الفتاة القاصر التي تتهم المشتكى بهما باستدراجها من أجل ممارسة البغاء مقابل إغراءات مادية.