أياما بعد مباشرته لمهامه على رأس مجلس المنافسة قادما من الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، افتتح، أمس، إدريس الكراوي أشغال لقاء جديد من تنظيم الجامعة المفتوحة للداخلة. اللقاء المتعلق بتقوية القدرات الإفريقية في مجال الذكاء الاقتصادي، شهد توسيع الحضور الإفريقي في أشغال المنتدى الذي يجمع جمعيات إفريقية متخصصة في الذكاء الاقتصادي، حيث شمل الحضور، إلى جانب الدول المرتبطة تقليديا بالمغرب، مثل السنغال ومالي وتشاد… باحثين مرموقين من دول مثل كينيا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا وأوغندا… الكراوي، الذي يشرف على هذا المنتدى المؤسس لجامعة الداخلة المفتوحة، دعا المشاركين في اللقاء إلى زيارة ميدانية تجري اليوم الجمعة إلى مقر الوكالة المغربية للتعاون الدولي، بالمشاركة في تنظيم اللقاء، وباعتبارها المؤسسة العمومية التي تسهر على علاقات التعاون الجامعية والعلمية بين المغرب وعدد كبير من الدول الإفريقية. “ستتعرفون على الوكالة، وعلى كيفية تحضير التعاون المغربي الإفريقي من خلال مؤسسة عمومية، علما أننا منظمة غير حكومية مستقلة، لكن لدينا شراكات مع مؤسسات عمومية وأخرى خاصة”، يقول الكراوي. هذا الأخير قال إن المنتدى يضم خبراء وأعضاء في مراكز مشهود لها بالتجربة، “ولدينا تمثيلية لمجموع جهات إفريقيا، كما عززنا صفوفنا بممثلي دول جديدة، وهذا مصدر أمل بخصوص ما نطمح له في المستقبل وحتى نجعل من منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي مجالا للنقاش وأداة مفيدة لقارتنا، بالنظر إلى التحديات الجدية التي يطرحها لنا الاقتصاد الجديد”. الكراوي شدد على أن إفريقيا ستصبح خلال سنوات من أكبر القوى الديمغرافية في العالم، و”واحدة من القارات التي تتوفر على كتلة مهمة من الثروات الطبيعية من أراض ومياه وغابات وثروة حيوانية ونباتية وثروات معدنية استراتيجية لتوفير الغذاء للعالم، والمغرب ومن خلاله إفريقيا، سيكون خلال سنوات البلد الوحيد الذي ينتج ويصدر الفوسفاط الذي يعتبر في قلب إنتاج الأسمدة، وبالتالي الغذاء”. المتحدث نفسه خلص إلى أن إفريقيا ستصبح أحد أهم الفاعلين في الأمن الغذائي، “وستكون قارتنا متوفرة على جميع الطاقات المتجددة، نظرا إلى وضعها الجغرافي والإمكانات التي يتيحها النمو المستدام، لكنها ستعرف، أيضا، أكبر المشاكل الاجتماعية التي ترافق النمو الديمغرافي، لما يمثله من ضغط على خدمات الصحة والتعليم، وظهور بؤر جديدة للصراعات والحروب في سياق تسعى فيه جميع القوى الدولية إلى السيطرة على ثرواتنا، ووحده الذكاء الاقتصادي يمكنه رفع هذه التحديات وحماية استقلالنا السياسي والاقتصادي، وفي الوقت نفسه المساهمة في النمو الاقتصادي العالمي”.