قال عبدالرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، إنه لا يوجد أي برنامج خاص لمواكبة نفسية السجناء. ما طبيعة التعذيب والضغط النفسي الذي يتعرض له المعتقلون عادة في السجون، وخلال التحقيق معهم؟ الحقيقة أن التعذيب النفسي له صور ومشاهد عديدة داخل السجون وأثناء التحقيق، فعلى مستوى التحقيق نعتبر في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أن إخضاع الموقوف للتحقيق بدون محام في المدة الأولى من الحراسة النظرية لدى الشرطة القضائية، ضغطا نفسيا غير مقبول. أما على مستوى السجون، فإجراءات مسطرة تصنيف السجناء، وفق النموذج الأمريكي، تشكل في ذاتها إجراءات تعذيب نفسي نجملها فيما يلي: الحرمان من الفسحة، حيث إنها لا تتجاوز ساعة في اليوم، ولخمس مرات في الأسبوع فقط. إغلاق الأبواب المصفحة على السجناء، ما يقلل من التهوية. تحديد الزيارة في 10 دقائق في الأسبوع. تحديد الاستفادة من هاتف المؤسسة في 5 دقائق في الأسبوع، مع تقديم وثائق تثبت هوية صاحب الرقم المتصل به وصلة قرابته بالسجين. توزيع الوجبات الغذائية في أوقات غير منتظمة مع الوقت المرتبط بها؛ ففي كثير من السجون توزع وجبة العشاء مبكرا، مع العلم أنها آخر وجبة. منع السجين المعاقب بالعزل في الزنزانة العقابية الانفرادية من الزيارة وهاتف المؤسسة طيلة مدة العقوبة. إجبار السجناء على تناول الوجبات المقدمة من طرف الشركة المكلفة بذلك، وعدم السماح لهم باستلام القفة الغذائية من طرف ذويهم. الحرمان من ممارسة الحقوق الطبيعية المتمثلة في الخلوة الشرعية بالزوجة. ترحيل وإبعاد كل سجين احتج على وضعه وظروفه السجنية أو عدم تلبية مطالبه. هذه وغيرها، كلها تعتبر من أهم ما أضحى يشكل ضغطا نفسيا على السجين، ونصنفه ضمن خانة التعذيب النفسي، وإن اعتبرته إدارة السجون يدخل ضمن المساطر الإدارية لتنظيم هذه المرافق. هل تتوفر اللجنة على معطيات وأرقام بخصوص عدد المعتقلين، الذين تأثروا نفسيا نتيجة هذه الممارسات؟ الحقيقة أن التقارير الواردة من داخل السجون تحيل إلى أن جل السجناء يعانون نفسيا، نتيجة هذه الإجراءات التعسفية المترتبة عن تصنيف السجناء، وفق النموذج الأمريكي. كيف يجري التعامل مع هذه الحالات؟ وهل هنالك مواكبة نفسية للمعتقلين بعد الإفراج عنهم؟ للأسف، لا يوجد أي برنامج خاص يهم مواكبة نفسية السجناء بعد الإفراج عنهم، عدا برنامج الرعاية اللاحقة في إطار مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج، والتي تقدم بعض المساعدات الرامية إلى محاولة إعادة الإدماج المهني للسجناء السابقين. ما الذي تقوم به اللجنة في هذا الصدد؟ اللجنة تبذل قصارى جهدها وبشكل مستمر، سواء على مستوى التواصل بالمؤسسات الحقوقية الدولية والوطنية، أو من خلال محاولات فتح قنوات التواصل مع المؤسسات الرسمية، أو عبر محطات نضالية من أجل تعرية هذه الإجراءات قصد الحد منها وإلغائها، والدعوة إلى أنسنة حقيقية بعيدة عن الشعارات المزيفة.