في الوقت الذي تشير فيه التقارير الأوروبية والإسبانية التي اطلعت عليها “أخبار اليوم” في السنوات الأخيرة إلى وصول 14 ألف حرّاك مغربي ما بين 2013 و2017 إلى الديار الإسبانية، بحثا عن مستقبل أفضل في ظل انسداد الأفق بالمملكة؛ كشف تقرير جديد أن السلطات الإسبانية قامت، في المقابل، ما بين 2013 و2017، بطرد 31 ألف مهاجر سري مغربي. وأضاف أن المرحلين المغاربة يمثلون أكثر من 50 في المائة من مجموع المهاجرين غير النظاميين من مختلف الجنسيات إلى بلدانهم الأصلية، البالغ عددهم 55 ألف مطرود. ويرجع تزايد عدد المطرودين مقارنة مع عدد الواصلين من المغاربة، إلى وجود بين المرحلين مغاربة وصلوا إلى الجارة الشمالية قبل سنة 2013. كما يلاحظ، جليا، ارتفاع عدد المرحلين المغاربة مقارنة بعدد المرحلين من بلدان إفريقية جارة أو إقليمية، إذ أنه في الفترة ذاتها رحلت السلطات الإسبانية 4479 حرّاكا جزائريا ليحتلوا بذلك المرتبة الثانية، علما أن عدد المهاجرين السريين الجزائريين الواصلين إلى إسبانيا سنة 2017 أكثر من نظرائهم المغاربة؛ فيما حل السنغاليون بالمرتبة الثالثة ب757 مرحلا؛ والنيجريون، رابعا، ب608 مرحل؛ والماليون، خامسا، ب231 مرحلا؛ وفق ما جاء في تقرير وزارة الداخلية الإسبانية التي نشرت صحيفة “إلباييس” بعض تفاصيله. المصدر ذاته أعزى ارتفاع عدد المرحلين إلى المغرب والجزائر، إلى وجود اتفاقيات ثنائية بين الرباط ومدريد (اتفاق 1992 و2006)، وبين الجزائر ومدريد يقضي بترحيل كل مغربي وجزائري يقيم بشكل غير قانوني فوق التراب الإسباني. وبخصوص عدد المرحلين في كل سنة ما بين 2013 و2017، يكشف التقرير ترحيل 7487 مغربيا و833 جزائريا سنة 2013، و6351 مغربيا و841 جزائريا سنة 2014، و5825 مغربيا و797 جزائريا سنة 2015، و5327 مغربيا و889 جزائريا سنة 2016، و5842 مغربيا و1119 جزائريا سنة 2017. في نفس السياق، تبرز قراءة في عدد المرحلين والواصلين المغاربة، أنه في الوقت الذي تراجع فيه عدد المرحلين ارتفع عدد الواصلين؛ إذ يشير تقرير آخر اطلعت عليه “أخبار اليوم” إلى وصول 282 حرّاكا مغربيا إلى إسبانيا سنة 2013، و468 سنة 2014، و631 سنة 2014، و631 سنة 2015، و722 سنة 2016، قبل أن يشهد العدد ارتفاعا صاروخيا سنة 2017 ب4704 حراك، ليتضاعف الرقم ما بين يناير و14 نونبر الماضيين ب7120 حرّاكا مغربيا. هذا وأشار التقرير الأخير لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن المهاجرين المغاربة احتلوا المرتبة الثانية بين الواصلين إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2018 بنحو 12745 حرّاكا، مسبوقين بالغينيين ب13068 حراكا، والماليين ب10347 حراكا. على صعيد متصل، سلمت الحكومة المغربية نظيراتها الإسبانية لائحة من الطلبات، إلى جانب الدعم الإضافي المقدر ب 140 مليون أورو، من أجل مواجهة تحديات الهجرة السرية في الحدود الشمالية للمملكة. وركزت الطلبات المغربية على الحصول على الدعم الإسباني التقني واللوجستكي لتكوين الشباب والمهنيين المغاربة في قطاعات مهمة، مثل الصحة والسياحة والفندقة، علاوة على طلب اعتماد برنامج منح إيراسموس بين البلدين، شبيه بإيراسموس الأوروبي، للسماح لأكبر عدد من الطلبة المغاربة لاستكمال دراستهم في المعاهد والجامعات الإسبانية كبديل للهجرة السرية، ومن أجل “هجرة آمنة ومنتظمة ونظامية”، كما نص على ذلك الميثاق الدولي للهجرة المعتمدة يومي 10 و11 دجنبر المنصرم بمدينة مراكش، والذي ينتظر أن يصادق عليه في الأيام المقبلة في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه المطالب المغربية التي لم تعد تقصر على الدعم المالي واللوجستيكي والأمني، لقيت استحسان الإسبان، بما في ذلك الإعلام، نظرا إلى أنه من شأنها أن تنعش التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، وفق مصدر مطلع على المفاوضات التي تجري بين الرباط ومدريد بهذا الخصوص، وفق صحيفة “إلباييس”. غير أن إسبانيا تعول، بدورها، على أن تكون الاستجابة لهذه المطالب في إطار أوروبي للحصول على تمويل من قبل بروكسيل لهذه المشاريع.