رؤوا النور بين سنتي 1980 و2000، لم يبلغوا الأربعين عاما من عمرهم بعد، جيل مرتبط بشكل كبير بعوالم الأنترنت، معروف برفضه السلطة وبإيمانه بالاختلاف. هو جيل الألفية، أو كما يعرف ب«جيل واي»، أو جيل «Y»، وهو الحرف الذي يحيل إلى كلمة «Why» بالإنجليزية، أي «لماذا». هو الجيل الباحث عن تحقيق العدالة الاجتماعية والشفافية والإنصاف المهني، دون التمرد على جذوره الثقافية والهوياتية وقيمه المجتمعية، على غرار قيم التضامن واحترام الكبار وتقديس العائلة. ورغم تهمة التمرد التي تلاحقه، فإنه جيل يحب وطنه، ويخالجه الأمل في أن يتطور أكثر وأكثر. نظرا إلى غياب دراسات معمقة تحاكي اهتمامات جيل «لماذا»، عبر طرح العديد من التساؤلات المرتبطة بطريقة تفكيره ومجالات اهتماماته، والطريقة التي ينظر بها إلى مجتمعه، عمدت الأسبوعية الفرانكفونية «la Vie Eco» إلى تكليف مؤسسة «VQ»، المتخصصة في إجراء استطلاعات رأي، بإنجاز مهمة الغوص في عوالم جيل الألفية، وكشف اهتماماته وعلاقاته بمجالات التواصل المعلوماتي والأنترنت والعمل والمحفزات والإعلام بمختلف تلاوينه، ثم السعي إلى رفع الحجاب عن النظرة التي يرى بها هذا الجيل بلده ونفسه. برغم الانطباع العام السائد وسط الشباب بكونهم مستعدين لحمل حقائبهم في أقرب فرصة لمغادرة البلد، فإن هذه الفئة تكن حبا كبيرا لوطنها، ومستعدة للعمل من أجل تطويره. جيل الألفية وطني بلا شك، ف87 في المائة من المستجوبين أكدوا أنهم فخورون ببلدهم. لكن هذا الإحساس سرعان ما يطاله نوع من التحفظ حينما يتعلق الأمر بالإيقاع الذي يسير به البلد، فأقل من ثلث العينة مقتنعة بأن المغرب يسير في الاتجاه الصحيح فيما لا تعتقد الغالبية ذلك، ويعد البيضاويون الأكثر انتقادا لهذا لإيقاع بنسبة 42 في المائة، يليهم المراكشيون. الرياضة قبل كل شيء بمجرد حصولهم على وقت فراغ، أول ما يخطر ببالهم هو ممارسة الرياضة، إذ إن 54 في المائة من العينة بارعون في ممارسة الرياضة التي يعتبرونها متنفسا لتفريغ الطاقة السلبية. وتتصدر رياضة كرة القدم الأنواع الرياضية الأكثر ممارسة من لدن الشباب، بالإضافة إلى رياضتي الجري وكرة السلة. في ما يخص الهوايات المفضلة عموما لدى الشباب، بعد الرياضة، تأتي هواية مطالعة الروايات بنسبة 3.9 في المائة، يليها الاستماع إلى الموسيقى بنسبة 3.8 في المائة، ثم القيام بأبحاث عبر الأنترنت بنسبة 3.6 في المائة، ثم الطبخ في الرتبة الخامسة بنسبة 1.6 في المائة، فيما احتلت هواية ارتياد المقاهي الرتبة الأخيرة بنسبة 8.2 في المائة. منهجية الاستطلاع يذكر أن الاستطلاع أجري عن طريق الهاتف ما بين 22 نونبر و7 دجنبر من السنة الجارية، عبر اعتماد عينة بلغت 475 شخصا بين الفترة العمرية 22 و35 سنة، وتمثل شريحة جيل الألفية النشيطة، ب242 من النساء مقابل 233 من الذكور. وشمل الاستطلاع ثلاث فئات أساسية، الفئة بين 22 و25 سنة، ويبلغ عددهم 184 شخصا، ثم الفئة بين 26 و29 سنة، ويبلغ عددهم 135 شخصا، ثم الفئة العمرية بين 30 و35 سنة ويبلغ عددهم 156 شخصا. وأشار الاستطلاع إلى أنه استثنى الفئة العمرية بين 18 و21 سنة التي تندرج بدورها ضمن جيل الألفية، والتي تتكون من تلاميذ وطلبة، لأن الاستطلاع موجه بالأساس إلى الفئة النشيطة. العينة التي جرى استجوابها تنتمي إلى قطاعات مهنية مختلفة وفي المدن المغربية الأساسية، وهي الدارالبيضاء، التي بلغ المستجوبون فيها 100 شخص، فيما توزعت باقي الأعداد بالتساوي بين باقي المدن ب75 مستجوبا لكل منها، وهي مدن الرباط ومراكش وأكادير وفاس وطنجة. شمل المسح عددا من مجالات اهتمامات الشباب، من بينها التواصل والأنترنت والعمل والمحفزات، وعلاقة هؤلاء بالإعلام بمختلف تلاوينه، وكيف ينظرون إلى المغرب، ثم الجانب الترفيهي.