خلصت دراسة استطلاعية حول الإيمان والإلحاد في العالم إلى أن ثلثي سكان الكرة الأرضية متدينون، مقابل ثلث سكان العالم يعلنون بأنهم ملاحدة. وأكدت الدراسة، التي أجراها معهد «غالوب الدولي» ونشرت نتائجها في الأسبوع الماضي، نتائج استطلاع أجراه مركز «بيو للأبحاث» في الولاياتالمتحدة قبل أيام، توقع فيه نهاية الإلحاد في العالم في أفق الثلاثين سنة المقبلة، ما عدا في الغرب. فقد أظهر الاستطلاع أن 63 في المائة من مواطني العالم يقولون بأنهم متدينون، مقابل 22 في المائة يعلنون بأنهم غير متدينين، و11 في المائة يقولون بأنهم ملحدون. وشمل الاستطلاع، الذي جاء تحت عنوان «المؤشر العام للتدين والإلحاد»، عينة من 64 ألف شخص في 65 بلدا في مختلف القارات يمثلون مختلف الديانات، وجاءت تايلاند على رأس البلدان المتدينة بنسبة 94 في المائة، بينما احتلت الصين آخر القائمة بنسبة 7 في المائة فقط. وجاءت أرمينيا في الرتبة الثانية بعد تايلاند بنسبة 93 في المائة، تليها بنغلاديش وجيورجيا والمغرب بنفس النسبة. أما البلدان الأقل تدينا فهي حسب الاستطلاع خمسة بلدان، هي هولندا بنسبة 26 في المائة، والتشيك بنسبة 23 في المائة، وإسبانيا بنسبة 20 في المائة، والسويد بنسبة 19 في المائة، ثم اليابان بنسبة 13 في المائة، وأخيرا الصين. وأظهرت الدراسة أن 1 في المائة فقط من المغاربة يعلنون أنهم ملحدون، بينما أعلن 4 في المائة أنهم بدون دين و2 في المائة لم يفصحوا عن ميولاتهم الدينية. وجاءت الجزائر في المرتبة التالية للمغرب تقريبا بنسبة 90 في المائة، بينما تأخر لبنان وفلسطين عن البلدين المغاربيين، بنسبة 80 و75 في المائة على التوالي. وكشف الاستطلاع أيضا أن 30 في المائة فقط من سكان إسرائيل التي قامت على أسس دينية يقولون بأنهم متدينون، فيما تردد 65 في المائة ما بين الإلحاد وعدم الإيمان. ووفق التقسيم القاري، كشف الاستطلاع أن إفريقيا على رأس القائمة، بنسبة 86 في المائة من السكان، تتبعها منطقة الشرق الأوسط بنسبة 82 في المائة، وأمريكا الوسطى بنسبة 81 في المائة، ثم أمريكا الجنوبية بنسبة 77 في المائة، فأوروبا الشرقية بنسبة 71 في المائة، ثم آسيا بنسبة 62 في المائة، تليها أمريكا الشمالية بنسبة 55 في المائة، فأوقيانوسيا بنسبة 44 في المائة، وأخيرا أوروبا الغربية بنسبة 43 في المائة. وأبان الاستطلاع أن فئة الشباب هي الأكثر الفئات تدينا بين مختلف الأعمار، إذ أظهر أن 65 في المائة ممن أعلنوا أنهم متدينون ينتمون إلى الشريحة التي تقل أعمارها عن 25 سنة، أما الفئة العمرية ما بين 25 و34 سنة فنسبتها في الاستطلاع 67 في المائة، وما بين 35 و44 سنة 62 في المائة، وما بين 45و54 سنة 58 في المائة، أما الفئة العمرية التي تتعدى 55 سنة فنسبتها 60 في المائة. كما كشف أن هناك علاقة قوية ما بين نزعة التدين لدى الأفراد وبين مستواهم التعليمي، إذ ظهر أن الفئات المتعلمة هي الأكثر تدينا، بنسبة 80 في المائة من العينة المستطلعة آراؤها، مقابل الفئات متوسطة التعليم التي جاءت نسبتها في حدود 50 في المائة. نفس الأمر في ما يتعلق بالعلاقة بين نزعة التدين والدخل الفردي، حيث أظهر الاستطلاع أن هناك تأثيرا للدخل على قناعات الفرد الدينية، فأقل من 50 في المائة ممن لديهم دخل مرتفع أو متوسط أعلنوا أنهم متدينون، مقابل 70 في المائة من محدودي الدخل؛ وهو ما حصل مع نزعة الإلحاد، إذ كشف الاستطلاع أن ما بين 22 و25 في المائة من ذوي الدخل العالي والمتوسط يعلنون أنهم ملحدون، مقابل 5و6 في المائة فقط لدى الفئات محدودة الدخل.