وسط حالة التقاطب بين الداعمين للقيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، لدى مثوله، مجددا أمام القضاء في قضية مقتل الطالب آيت الجيد، التي سبق أن حوكم فيها، عادت عبارة “لن نسلمكم أخانا”، التي نطق بها الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، دفاعا عن حامي الدين في هذه القضية ذات تجمع، إلى الواجهة، إذ اعتبر بعض أن عبارة “لن نسلمكم أخانا” تحدى بها ابن كيران الدولة، والقضاء. وفي السياق ذاته، خرجت القيادية في حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، مساء أمس الأربعاء، لتوضيح ما قاله ابن كيران عن حامي الدين، معتبرة أن “لن نسلمكم أخانا”، عبارة تتعرض لمحاولة ركوب، فيما هي “كلمة قيلت في خطبة سياسية بمضمون واضح، موجهة إلى أطراف سياسية، وغير سياسية تقف وراء الحملة، التي تشن على حامي الدين بالدليل المثبت لدى الخصوم، قبل الأصدقاء”. وشددت ماء العينين على أن “لن نسلمكم أخانا” كلمة لم يتوجه بها ابن كيران إلى القضاء، ولا الدولة “لأنه ببساطة أحد رجالاتها، الذين مروا من موقع رئيس الحكومة، وأمين عام أكبر حزب سياسي، وليس من موقع أدنى من ذلك، وبذلك ستصعب المزايدة عليه، وعلى حزبه بتحدي القضاء، أو الدولة”. واعتبرت ماء العينين أن حضور ابن كيران بنفسه إلى محاكمة حامي الدين في فاس، وجلوسه مع باقي المواطنين داخل قاعة المحاكمة، مؤشرات لا توجد أفضل منها للتعبير عن احترام القضاء “كما أنه في تصريحه للصحافة قال إن الكلمة اليوم للقضاء”. ووسط اتهام حزب العدالة والتنمية ب”التجييش” لحضور محاكمة حامي الدين، التي رافقه فيها عدد كبير من قيادات، وأعضاء حزبه، فسرت ماء العينين الحضور الكثيف بأنه إيمان من الناس ببراءته، معتبرة أن “التضامن مع الماثلين أمام القضاء سلوك حضاري، تعيشه كل المجتمعات المتقدمة، ولم يسبق لأحدهم أن اعتبر ذلك تدخلا في القضاء، أو محاولة للتأثير فيه، ببساطة لأن الذين يتدخلون في القضاء، ويؤثرون فيه حقيقة، لا يرون بالعين المجردة، ولا تعلو حناجرهم في الشارع العام”.