تحولت أزمة الهجرة السرية غير المسبوقة بين السواحل المغربية والإسبانية، إلى مصدر توتر يهدد العلاقات الثنائية بين مدريد والاتحاد الأوروبي، بسبب تماطل وتأخر هذا الأخير في صرف الدعم الأوروبي الإضافي لسنة 2018 للمغرب، رغم موافقة المفوضية الأوربية يوم الجمعة الماضي على منح 148 مليون أورو للرباط. وتتخوف السلطات الإسبانية من دخول السنة الجديدة دون صرف الدعم الموجه للمغرب بسبب “البيروقراطية الأوروبية المتفاقمة”، مما قد يغضب الرباط ويؤثر سلبا على التعاون بين المملكتين في مواجهة تحديات الهجرة السرية. هذا ما كشفته كونسويلو رومي، كاتبة الدولة الإسبانية للهجرة، في حوار ناري مع صحيفة “إلباييس” انتقدت فيه السياسة الأوروبية تجاه المغرب. المسؤولة الأوروبية التي قادت المفاوضات بين مدريدوالرباط بعد انفجار أزمة الهجرة هذه السنة، أوضحت أن “الثقة والاحترام عادا أمام بلد (المغرب) مهما بالنسبة إلينا. الآن هناك حوار تطرح فيه حاجيات ومشاكل كل طرف. قمنا بعمل هناك (بالرباط)، لكن يجب أن نستمر في هذا العمل مع أوروبا في ظل وعد منح 140 مليون أورو للمغرب، وهو المبلغ الذي لم يصل بعد” إلى الرباط. هذا التماطل الأوروبي وغير المفهوم هاجمته المسؤولة الإسبانية، مرجعة إياه إلى “البيروقراطية الأوروبية المتفاقمة”. وبررت غضبها كاشفة: “ليس ممكنا أن نكون نتحرك منذ شهر شتنبر الماضي على جميع الأصعدة من أجل أن تفهم أوروبا الحاجة إلى دعم المغرب، وأن تتم زيارات، وأن يتم توقيع كل شيء، ورغم كل هذا لم يصل الدعم (إلى الرباط)”. لهذا أكدت رومي قائلة: “أحَضِرُ لزيارة إلى بروكسيل، لأنه هذا (الدعم) ليس مسألة إسبانية فقط، بل أوروبية، وعليهم فهم ذلك بأي طريقة. يجب على أوروبا الوفاء بالتزاماتها”. وعن الكيفية التي يمكن بها إجبار بروكسيل على صرف الدعم للمغرب في حالة استمر التماطل، شرحت: “يتوجب عليهم (الأوربيين) مواجهة الوضع. هناك أسابيع يصل فيها 1500 مهاجر إلى إسبانيا، لكنهم يصلون إلى أوربا، لأن أغلبهم لا نية لهم في البقاء هنا”، وأضافت أن المسألة ليست اختيارية، بل “يتعلق الأمر بأن لا تعطى للمغرب أي ذريعة لكي لا يتعاون. (المغاربة) يطلبون مجموعة من الآليات والتي لا تبدو لي مبالغا فيها إذا ما استحضرنا آلاف الملايير التي منحتها أوروبا لتركيا سنة 2015”. على صعيد متصل، كشفت المسؤولة الإسبانية، أن إسبانيا لا تنوي التراجع عن قانون الإعادة الفورية للمهاجرين غير النظاميين الموقع بين الرباطومدريد سنة 1992، لكن ستحرس على احترام حقوق المهاجرين. رغم ذلك، فالمسؤولة تعرضت للانتقادات من قبل المدافعين عن الهجرة بعد وصفها المهاجرين السريين الذين يقتحمون السياجات الحدودية بين المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والداخل المغربي ب”العنيفين والمجرمين”، الذين يستحقون “الإعادة الفورية” للمغرب. في هذا قالت: “(…) أكثر من ذلك، لا أريد أن يكونوا في مراكز الإيواء المؤقتة بسبتة ومليلية، لأنها لم تشيد لإيواء أشخاص عنيفين. وزارة الداخلية هي من يجب أن تتكلف بهؤلاء. إذا اقتحمت السياج، فأنت مجرم، ويجب أن يطبق عليك القانون”.