يقوم وفد من نواب البرلمان الأوروبي بداية الأسبوع المقبل بزيارة جديدة لأسوار سبتة ومليلية في وقت لاحق من هذا الشهر، ويضم أعضاء من لجنة الحريات المدنية والعدل والشؤون الداخلية في البرلمان الأوروبي بهدف معرفة «الوضع الطبيعي» للمهاجرين ، «بمن فيهم القُصّر»، الذين يصلون إلى أوروبا. وطالب النائب البرلماني الإسباني فلوران مارسيلسي» أمام البرلمان الأوروبي نواب الاتحاد الأوروربي بتنظيم زيارة لأسياج سبتة ومليلية للوقوف على الوضع الطبيعي للمهاجرين الذين يحاولون دائما اقتحام هذا السياج. ووصف البرلماني الإسباني عن حزب «الخضر» سياج كل من سبتة ومليلية بجدار «ترامب»، لأنه سياج كبير شائك وتسبب في مقتل العديد من المهاجرين كانوا يحاولون عبوره. وأعرب أعضاء البرلمان الأوروبي عن أسفهم لأن إسبانيا نفذت قرارات الترحيل في حق المئات من المهاجرين. وتثير عملية الإعادة الفورية الجماعية للمهاجرين إلى المغرب من قبل الأجهزة الأمنية الإسبانية في ثغري سبتة ومليلية الجدل وانتقادات لمدريد والرباط، بتغليب الاتفاقيات الثنائية الأمنية على حساب الاتفاقيات الأممية لحقوق الإنسان. وكشفت معلومات جديدة أن الأجهزة الأمنية المغربية استلمت من نظيراتها الإسبانية ما بين يومي الجمعة والاثنين الماضيين، 79 مهاجرًا سريًا من إفريقيا جنوب الصحراء، حيث لا يتم التفريق بين الذين وصلوا إلى الثغور، برًا أو بحرًا. ورغم انتقاد البعض لاتفاق 1992 القاضي بقبول المغرب تسلم المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى سبتة ومليلية، باعتباره يمس بالسيادة المغربية على المدينتين، إلا أن المغرب قَبلَ يوم الاثنين الماضي تسلم 55 مهاجرًا سريًا إفريقيًا كانوا من بين 200 مهاجر تمكنوا من دخول مليلية صباح يوم الأحد الماضي، من أصل 300 مهاجر هاجموا السياج الحدودي. وتعتبر عملية التسليم هذه الثانية في أقل من 72 ساعة بعد أن قبلَ المغرب تسلم يوم السبت الماضي 24 مهاجرًا سريًا إفريقيًا كانوا قد وصلوا بحرًا إلى الجزر الجعفرية يوم الجمعة الماضي، علما أن عملية تسليم هذه العملية تمت عبر مليلية. وتقدمت الشبكة الإسبانية للهجرة بشكاية يوم الاثنين إلى مؤسسة "الوسيط الإسباني" لفتح تحقيق بخصوص مصرع مهاجر إفريقي بعد اقتحامه سياج مليلية انطلاقًا من المغرب يوم الأحد الماضي، وطالبت الحكومة الإسبانية بوقف عملية الترحيل الفوري للمهاجرين إلى المغرب، لأنها تتعارض مع الاتفاقية رقم 4 من اتفاق حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية بإسبانيا الذي يمنع الإعادة الفورية للمهاجرين. وانتقدت منظمة "الخدمة اليسوعية للاجئين" عملية تسليم المهاجرين السريين للمغرب، لأنه لم يتم احترام حقهم في الاستماع لهم، إذ تساءلت كيف يمكن الاستماع في دقيقتين لمهاجر واحد، أحيانًا دون حضور مترجم ولا محام، ويتقرر ترحيله إلى المغرب، وأضافت أن هذه الطريقة "ليست الأفضل لمعرفة ظروف كل مهاجر والقيام بالإجراءات التي تتطلبها هذه الحالات". ووجهت الأممالمتحدة انتقادات إلى المغرب بسبب أزمة تدفق القاصرين المغاربة غير المرافقين على أوروبا عن طريق الهجرة السرية، وطالبت دول أوربية للمغرب بتحمل مسؤوليته تجاه قاصريه، وقالت "جورج كردونا"، عضو لجنة حقوق الطفل في الأممالمتحدة، في ندوة في إسبانيا، إن المغرب لا يوفي بكل التزاماته في مجال حماية القاصرين غير المرافقين، على الرغم من التوصيات، التي سبق أن وجهها إليه تقرير للأمم المتحدة بخصوص حقوق الأطفال، ومطالبته له بتعزيز سياسته في هذا المجال. وأوضحت كردونا خلال محاضرة في جامعة مدريد، أن المغرب لا يشجع الهجرة السرية للقاصرين، ولكن هذا لا يكفي، إذ إنه أصبح مطالبًا بالتنصيص على إجراءات إضافية من أجل حماية القاصرين من الهجرة، واعتبرت أن من بين أهم الإشكالات، التي يعانيها القاصرون المغاربة غير المرافقين مرتبطة بقانون الكفالة، الذي يقيد إمكانية تكفل شخص من غير الأبوين البيولوجيين بالأطفال. وتواصل السلطات المغربية تحركاتها المكثفة لتطويق تفكيك شبكات الهجرة السرية وأسفرت عملية أمنية في مدينة الناظور عن توقيف تسعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أرسل ل»القدس العربي» أن تفكيك هذه الشبكة الإجرامية جاء بعد توقيف سائق شاحنة عند محطة الأداء بالطريق السيار بضواحي مدينة تاوريرت، وهو متلبس بنقل عشرة زوارق مطاطية تم جلبها من مدينة الدارالبيضاء وكانت موجهة نحو مدينة الناظور من أجل استخدامها في تنظيم عمليات الهجرة غير المشروعة. وأضاف البلاغ أن إجراءات البحث المنجزة في إطار هذه القضية بمدينة الناظور مكنت من توقيف خمسة أشخاص آخرين يشتبه في ارتباطهم بهذه الشبكة الإجرامية، حيث أسفرت عمليات التفتيش عن حجز زورق مطاطي إضافي، و11 محركًا خاصًا بالزوارق، و12 بوصلة لتحديد الاتجاهات البحرية، و20 مضخة هوائية، ومعدات ميكانيكية خاصة بمحركات الزوارق، علاوة على 19 أنبوبا لتأمين الإمداد بالمحروقات، وشاحنة وخمس سيارات، ومبالغ مالية وإيصالات لحوالات بنكية، وكمية من قنينات المشروبات الكحولية المهربة وقطع من مخدر الشيرا. ومكنت الانتقالات والتحريات المنجزة بمدينة الدارالبيضاء من اكتشاف الورشة المخصصة لصناعة وإعداد الزوارق المطاطية المستخدمة في عمليات الهجرة غير المشروعة، حيث تم حجز ثلاث زوارق مطاطية مكتملة وأخرى لا تزال في طور الإنجاز، وخمس محركات، وقطع غيار، فضلاً عن ضبط ثلاثة مشتبه فيهم آخرين يرتبطون بهذه الشبكة الإجرامية.