أعلنت السعودية والجزائر اليوم الإثنين عن اتفاقهما على إنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين لتعزيز التعاون عهد برئاسته لكل من الأمير السعودي محمد بن سلمان والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى. وجاء ذل ذلك خلال الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي إلى الجزائر والتيامتدت ليومين كاملين بخلاف الدول الأخرى التي زارها في جولته العربية. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية أن المجلس المذكور يأتي لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية, حسب بيان مشترك صدر عقب الزيارة الرسمية للجزائر لولي العهد السعودي. كما سيضطلع المجلس بحسب البيان، بتعميق التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف, وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعدين والثقافة والتعليم”. وعلى خلاف الرفض الشعبي لزيارة بن سلمان، احتفت الصحف الجزائرية المقربة من النظام بالزيارة معتبرة أن هذه الأخيرة تشكل إعلانا عن قيام حلف جديد بين البلدين سيقوم على أنقاض العلاقات المغربية السعودية. وأشارت صحيفة الشروق اليومي إلى أن ولي العهد السعودي قد اصطحب وفدا رسميا عالي المستوى يضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال وشخصيات بارزة، كما قرر تمديد زيارته إلى الجزائر ليومين كاملين، في حين لم يقض سوى سويعات معدودة في كل من تونس وموريتانيا، زيادة على خلو رحلته المغاربية من زيارة إلى المغرب، باعتبارها الحليف التقليدي للسعودية ولممالك وإمارات الخليج العربي. وأضافت الصحيفة أن هذه الزيارة تخفي بالمقابل حسابات جيو سياسية، تنبئ بوجود حركية في بعض المحاور بالمنطقة، يطبعها تراجع حرارة العلاقة التي لطلما ميزت محور الرباطالرياض. مشيرة إلى أن ما يعزز “هذا المعطى، هو الصمت المطبق الذي ميز موقف المغرب من الأزمة التي عاشت المملكة العربية السعودية على وقعها مؤخرا بسبب جريمة اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، بقنصلية بلاده في مدينة اسطمبول التركية”. وأضافت “بأن المغرب لم يبلور موقفا داعما للرياض بخصوص هذه القضية في وقت كانت في أمس الحاجة إليه عندما كانت هدفا لعاصفة دبلوماسية وإعلامية بسب قضية خاشقجي، على العكس من دول معروفة بقربها من السعودية، مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر”. وتسائلت الصحيفة، “هل غيرت السعودية من استراتيجيتها في المغرب العربي، بشكل أسقط المغرب من دائرة الشركاء المقربين وما خلفية ذلك؟ وهل تحولت الجزائر إلى الشريك الأول للسعودية في المنطقة، على الأقل بالنظر لطبيعة ونوعية الوفد المرافق لولي العهد السعودي في زيارته للجزائر؟”