انهار الكاتب العام لجماعة حد السوالم، حسن أزليم، المتهم بالمشاركة في تزوير محرر رسمي، أمام هيئة الحكم بالقاعة 8 بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، مساء أول أمس الثلاثاء، أثناء الاستماع إليه في قضية حواص النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، والذي كان يشغل أيضا منصب رئيس جماعة حد السوالم المشتهر بصاحب 17 مليارا. وشهدت جلسة، مساء أول أمس الثلاثاء، إحضار المتهم الرئيسي زين العابدين حواص، الذي ظهر بلحية منسدلة وكثيفة، وجبهته موسومة بعلامة الصلاة، كما ظهر جسمه نحيفا عن المعتاد، كما حضر أيضا باقي المتهمين المتابعين في حالة سراح، في قضية فساد كبيرة شهدتها جماعة حد السوالم، توبع إثرها المتهمون على خلفية اختلالات مالية وتدبيرية، بتهم تتعلق بارتكاب جناية الارتشاء، وتبديد واختلاس أموال عامة، والغدر واستغلال النفوذ، والمشاركة في تزوير محرر رسمي وإداري وتجاري، وحمل الغير على الإدلاء بتصريحات كاذبة. وعرفت جلسة المحاكمة تحت رئاسة القاضي علي الطرشي، انهيار الكاتب العام للجماعة بعد محاصرته بالأسئلة من طرف دفاع الشركة المطالبة بالحق المدني، حيث تركزت المحاور حول المشاركة في التزوير، واختصاصات المتهم وعلاقته بالرئيس المتهم الرئيسي حواص، وهو ما جعله يجهش بالبكاء بطريقة مؤثرة، وهو يوضح علاقته البريئة مع الرئيس المعتقل، وأنه اشتغل كثيرا وحاصل على شواهد عليا. وأفاد المحامي، محمد أمين بنكيران، أن الدفاع حاصر الكاتب العام بمجموعة من الأسئلة المتعلقة باختلالات شابت الإجراءات بخصوص تجزئة “منزه الساحل”، مضيفا أنه تراجع عن اعترافاته التي سبق له أن أدلى بها أمام الضابطة القضائية، بخصوص محضر شهادة التسليم المؤقت، والتي كانت خالية من أي اعتراض، غير أنه بعد استشارته مع رئيس الجماعة، توصل بالوثيقة متضمنة الاعتراض. وأفاد أمام المحكمة أنه لم يستشر مع الرئيس بخصوص الموضوع، مؤكدا أن شهادة التسليم المؤقت كانت تتضمن تأشيرة الإعفاء من الرسوم، وأكد بأنها فعلا موجودة بسجل التداول، ولكنه لا يعلم كيف تم إدراجها في الملف. وأضاف المحامي بنكيران في اتصال مع “أخبار اليوم” أن الكاتب العام بكى أمام هيئة الحكم وقال إنه مظلوم في الملف، غير أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات أثبت تورط جماعة حد السوالم في اختلالات كبيرة، مشيرا إلى أن الدفاع وجه له أسئلة تتعلق باختصاصه ككاتب عام للجماعة وأن كافة المراسلات تمر بين يديه، مذكرا إياه بإخباره من طرف شركة الإقامة السكنية “منزه الساحل” بالصورة غير المزورة لمحضر تسليم الأشغال، لم يقم بأي رد فعل، رغم تسلمه محضر تبليغ عن طريق مفوض قضائي، وهو ما جعله يلتزم الصمت أمام المحكمة. وانتهت المحكمة من الاستماع إلى ثلاثة متهمين، وتواصل الاستماع إلى الكاتب العام لجماعة السوالم، المفروض أن تنهي معه هيئة الحكم الجلسة المقبلة البحث حول التهم الموجهة إليه، قبل أن تستمع إلى باقي المتهمين المتابعين في حالة سراح، ثم اختتام جلسات الاستماع إلى المتهم الرئيسي زين العابدين حواص، رئيس بلدية حد السوالم السابق، الشهير بصاحب “17 مليار”. وكان الوكيل العام للملك السابق، حسن مطار، قد أحال ملف حواص، ومن معه على قاضي التحقيق في الغرفة الرابعة، عبداللطيف ريصان، الذي شرع في التحقيق مع المتهم في مجموعة من الخلاصات، التي آلت إليها تحقيقات الفرقة الوطنية للدرك الملكي، والمتعلقة باختلالات مالية، وتسييرية في البلدية، قبل أن ينهي التحقيق، ويحيل الملف على المحكمة، التي حددت 28 من يونيو الماضي لانطلاق أولى جلسات محاكمته.