قالت السلطات الفرنسية، اليوم الأحد، إنها وضعت أكثر من 100 شخص رهن الحراسة النظرية، وذلك على خلفية الأحداث التي صاحبت احتجاج منتسبي حركة “السترات الصفراء” أمس السبت، بشوارع العاصمة باريس. وشهد شارع الشانزليزيه الشهير وسط العاصمة الفرنسية، أمس السبت، صدامات بين الشرطة وذوي “السترات الصفراء”، الذين تجمع الآلاف منهم للاحتجاج على زيادة الرسوم على المحروقات، حيث قامت قوات الأمن الفرنسية باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين. وحاول وزير الداخلية الفرنسية كريستوف كاستنير بإلقاء اللوم على المعارضة، حيث اعتبر أن المتظاهرين متأثرون بمارين لوبان زعيمة حزب “المسيرة الوطنية” اليميني المتطرف، وهي الإتهامات التي رفضتها الأخيرة، واصفة الوزير بعدم الأمانة. وكانت موجة الإحتجاجات العارمة التي شهدتها أكثر من 2000 نقطة في مختلف أنحاء فرنسا والمعروفة باسم احتجاجات “السترات الصفراء”، قد انطلقت للتعبير عن رفض زيادة الرسوم على وقود السيارات، حيث شهد الأسبوع الماضي احتشاد أكثر من 280 ألف متظاهر في عموم البلاد. وبلغت المظاهرات يوم أمس السبت ذروتها بوصولها إلى العاصمة باريس حيث اصطدم آلاف المتظاهرين في الشانزليزيه بحواجز معدنية ومتاريس نصبتها الشرطة، بهدف منعهم من السير باتجاه مواقع حساسة، مثل المقر الرسمي لإقامة رئيس الحكومة. وكانت أسعار الديزل، وهو الوقود الأكثر استعمالا في السيارات الفرنسية، قد ارتفعت بنسبة تقارب 23 في المئة على مدى الشهور الإثني عشر الماضية، بحيث بلغ سعر اللتر 1.51 يورو، وهو أعلى سعر يصله منذ عام 2000. وقررت حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سنت للتر الواحد للديزل و 3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع استخدام السيارات الأقل تلويثا للبيئة، وهي الخطوة التي فجرت الإحتجاجات. وألقى الرئيس الفرنسي باللوم على ارتفاع أسعار النفط في ثلاثة أرباع القيمة التي ارتفعت بها أسعار الوقود. كما أشار إلى وجود ضرورة لفرض مزيد من الضرائب على الوقود الأحفوري لتمويل الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة.