طرح اختفاء الرئيس الغابوني علي بونغو عن الأنظار منذ زيارته أواخر الشهر الماضي إلىالمملكة العربية السعودية للمشاركة في المنتدى الاستثماري “دافوس الصحراء” الكثير من الأسئلة بشأن الوضع الصحي للرئيس ومكان وجوده. ولم يظهر الرئيس الغابوني بتاتا أمام كاميرات المصورين بعد يوم من وصوله إلى السعودية في 23 أكتوبر الماضي للمشاركة بالمنتدى الذي استضافته الرياض ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وتتضارب المعطيات بشأن هذا الاختفاء، حيث ذهبت وسائل إعلام عالمية للقول إن بونغو (59 عاما) أصيب بالشلل بعد فترة قصيرة من وصوله إلى الرياض، وذكرت أن بونغو نقل إلى غرفة العمليات، ودخل في حالة غيبوبةاصطناعية ولم يستفق منها حتى الآن. وأوردت تقارير إعلامية أخرى نقل الرئيس إلى مستشفى في باريس أو لندن دون أن تتوافر أدلة على ذلك. وعلى المستوى الرسمي، أدلى المتحدث باسم الرئاسة إيكا نغووني في 28 من الشهر الماضي بتصريحات تفيد بنقل الرئيس إلى مستشفى في الرياض، بسبب الإرهاق الناجم عن نشاطاته المكثفة في الأشهر الأخيرة. آلية ثلاثية أما المتحدث باسم الحكومة الغابونية، كويا بيرتراند مابانكو، فقال إن الأطباء أوصوا بضرورة أن يأخذ رئيس البلاد قسطا من الراحة، دون التطرق لأسباب مرضه. وبعد فترة وجيزة من نقل بونغو إلى المستشفى، تم تشكيل آلية ثلاثية للحكم من قبل رئيسة المحكمة الدستورية ماريا ماديلينا مبورانتسو، ومدير شؤون الحكومة بريجا لوكروتشا، ومدير الحرس الرئاسي الأخ غير الشقيق للرئيس، العقيد فريدريك بونغو. أما قادة الحزب الديمقراطي الحاكم فيالغابون فقد نفوا جملة الإشاعات التي تفيد بوفاة الرئيس، في حين قال أحد المقربين من عائلة بونغو إنه “لا يعرف أحد فعلا ماذا يحصل”. وفي حال شغور منصب الرئاسة يتولى رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة بالوكالة إلى حين إجراء انتخابات رئاسية في مدة أقصاها 45. وصرح صحفي غابوني طلب التكتم على هويته أن “حلقة ضيقة جدا تضم سيلفيا بونغو زوجة الرئيس، تطلع على المعلومات”، في حين رأى دبلوماسي غابوني أن “طريقة تعاطي الإعلام الرسمي مع المسألة تركت مجالا للشكوك”. وبحسب دبلوماسي فرنسي، فإنه من المبرمج أن يشارك علي بونغو بصورة رسمية في باريس الأحد القادم في احتفالات مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى. ويعيد الوضع الصحي للرئيس الحالي ذاكرة الغابونيين للوراء وتحديدا عام 2009 في الأيام الأخيرة للرئيس السابق عمر بونغو -والد علي بونغو- حيث جرى نقله حينها بسبب مرضه الشديد إلى مدينة برشلونة الإسبانية. وأعلنت وفاته رسميا في 8 يونيو 2009، إلا أن مجلة أسبوعية فرنسية نشرت خبر الوفاة في اليوم السابق. حلقة ضيقة ويقلق هذا الغموض المستمر كثيرا من الغابونيين الذين يتساءلون عن حقيقة الوضع الصحي للرئيس. ومن بين هؤلاء الطالب في جامعة عمر بونغو، أنج-غايل ماكايا الذي قال لوكالة الصحافة الفرنسية “لا تتوافر لدينا المعلومات الكافية” مضيفا أن الغابونيين يتناقلون “الكثير من التكهنات” على الشبكات الاجتماعية أو خلال أحاديثهم.