يبدو أن الشذ والجذب بين الحكومة والمعطلين مستمر، حيث وصف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران طلب المجازين المعطلين للتوظيف في اسلاك الوظيفة العمومية "خلل في الدماغ يجب البحث في اسبابه." تصريح بنكيران جاء خلال مداخلته في الندوة الوطنية حول "البحث العلمي والابتكار٫ رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية"، صباح اليوم بأكاديمية المملكة في الرباط، حيث أكد على أهمية وضرورة البحث العلمي خصوصا في المجالات الاجتماعية والانسانية، قائلا ان هذه البحوث ضرورية، مضيفا " الانسان يقول لك انا عاطل أو معطل امنحني عملا وظيفة عمومية، هذا اختلال في الدماغ يستوجب بحثا علميا لدراسة هذا الخلل ومعالجته،" متسائلا "كيف يمكن ان تبقى البلاد هكذا؟".
رئيس الحكومة استغرب في نفس الكلمة مطالب الأساتذة الجامعيين بالترقية تبعا للأقدمية، قائلا أن الكفاءة يجب أن تحكم كل شيء، "فأنا مؤمن الى درجة الغرور بالمغاربة، فالذكاء والكفاءة موجودان، والمشكل لا يتعلق بهما، ولكن المشكل هو عدم إعطائها الظروف الصحية لتبرز وتظهر وأعطينا الفرصة لآخرين لا يمتلكون تلك الكفاءة ويمرون بوسائل أخرى". متوجها الى الاساتذة قائلا "لا يمكن ان تحدثوني عن الترقي بالاقدمية واخا يتجمعو الأساتذة ضدي." بنكيران أضاف أن وزير التعليم الحالي أخبره باحتجاج موظفين في وزارته لمجرد أنه طالبهم بعمل لائحة للمؤسسات التي سيزورونها، معلقا على ذلك بكون "البلاد لن تتقدم بهذه الطرق."
وعن البحث العلمي، قال بنكيران أنه لا نقاش في أهميته، واصفا إياه بمجال النزاهة والوضوح والصراحة والشفافية، داعيا المشاركين في الندوة الى الوضوح والصراحة "وعدم مجاملة الحكومة' لأن ذلك "حرام " في هذا المجال على حد تعبيره، وذلك في سبيل الخروج من الوضعية الحالية التي يقبع فيه البحث العلمي، الذي أكد أنه ليس مجالا ل" الابتزاز والمقابل " متوجها إلى المشاركين في الندوة قائلا "الا شي واحد في الحكومة او السياسيين وعطاكم نتائج غير مقتنعين بها لا ترضخوا." مضيفا أن مشكلة البحث العلمي في المغرب هي الحكامة وليس التمويل، ف" من سيفكر في نقص الامكانيات على قطاع منتج" ، مشيرا إلى أن هناك " نوعا من التواطؤ في بعض المجالات حيث يحاول الاشخاص المدبرون أن يغطوا على بعضهم البعض " وهو ما يمكن افتضاحه بسهولة في مجال البحث لكونه "مجال الكفاءة والنتائج."