عبد الحق التازي، وزير سابق وأحد رموز حزب الاستقلال بعد مرور أكثر من 250 يوما على المسرحية الرديئة لاعتقال ومحاكمة الصحافي توفيق بوعشرين، زاد يقيني بأنه كبش فداء لمن لا يطيقون النقد والمعارضة من أية جهة كانت، خاصة إذا كانت من صحافي مهني مقتدر، هو ومن يساعده في إصدار صفحات جريدة مواطنة مناضلة تدافع عن الحقوق المشروعة للشعب المغربي في الكرامة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. إن هذه الصحيفة تدق يوميا ناقوس الخطر لفضح سياسة من يدبرون شؤون المغرب، وهي السياسة التي تكرس الفقر وتراجع الحريات الفردية والجماعية، وتعمل على خدمة الأغنياء وزواج المال بالسلطة، وقهر المستضعفين بالاستعمال المفرط لقوات الأمن العمومية، عوض حمايتهم بها، واختلاق المحاكمات، كالتي زجت بخيرة شبابنا في الريف وجرادة في السجون بمدد مبالغ فيها. إن غرض الأصوات النقدية والمعارضة الوطنية البناءة هو محاولة توجيه من يحكموننا إلى الدفاع عن المصلحة العليا للبلد لخلق فرص شغل للشباب الذي فقد كل أمله في مستقبل وطنه، وصار يختار الهجرة والمنفى في بلدان تضمن له الحرية والعيش الكريم، وجعل هؤلاء الحاكمين يعملون على ضمان حرية التعبير والتجمع والتظاهر السلمي، خاصة توفير عدالة مستقلة تضمن للمغربي حقوقه المشروعة، وأخيرا نظاما سياسيا شفافا تقرن فيه، وعلى جميع المستويات، المسؤولية بالمحاسبة. أي ملكية برلمانية حقيقية خالية من أي تحكم في البلاد والعباد، ملكية ترتقي بالمغرب إلى بلد ديمقراطي يعيش ديمقراطية حقيقية لا ديمقراطية الواجهة، وينعم فيه الشعب بانتخابات تعمل من أجل الصالح العام ومصلحة الشعب وذلك عملا بقوله تعالى: “إن لله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. أتمنى كجميع المغاربة أن يدفع ما حصل للصحافي جمال خاشقجي وللنظام السعودي، بالذين خططوا في المغرب للمحاكمة البئيسة لتوفيق بوعشرين، إلى أن يطلقوا سراحه فورا وهذا أضعف الإيمان.