اقترب موعد الحسم في إمكانية ترحيل اللاجئين المغاربة من ألمانيا. فمشروع اعتبار دول شمال إفريقيا دولا آمنة يناقش حاليا في مجلس الولايات الألماني وسط معارضة قد تمكن من تجميده. ويعتبر مشروع القرار كلا من المغرب وتونسوالجزائر إضافة إلى جورجيا، دولا آمنة، في محاولة من حكومة المستشارة الألمانية ميركل للحد من تدفق المهاجرين من هذه الدول، حيث تضمنت مباحثاتها الأخيرة مع الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، دعوة لإعادة المهاجرين الذين يقيمون في ألمانيا بصورة غير شرعية. ويحتاج تمرير مشروع القرار إلى موافقة ولايتين على الأقل يشارك في حكومتهما حزب الخضر، حسب ما ذكرته “دوتشي فيله” الألمانية، فيما أعلنت حتى الآن ولاية واحدة فقط يشارك في حكومتها حزب الخضر استعدادها للموافقة على مشروع القرار في مجلس الولايات. يورغن تريتين، القيادي بحزب الخضر، الحزب الذي يبقى أشرس معارض لهذا المشروع لحد الساعة، قال إن تصنيف دول المغرب العربي دولا آمنة “لن يغير شيئا في أوضاع حقوق الإنسان” في هذه الدول، مشيرا إلى التضييق الموجود على الأقليات، بقوله: “الملاحقة والتمييز ضد المثليين جنسيا جزء من الحياة اليومية هناك. هذه الدول ليست آمنة. وهذا أمر واضح”. كما أن اليسار الألماني يرفض المشروع، فيما تتشبث به الحكومة، مبررة توجهها هذا بأنها ترفض أغلب طلبات اللجوء من هذه الدول حتى في ظل عدم وجود قانون يمنع ذلك. فإحصائيات سنة 2017، تبين أنه تم رفض أزيد من 99 في المائة من طلبات اللجوء القادمة من الجزائر، مقابل قبول 2.7 في المائة فقط من طلبات اللجوء من تونس و4.1 في المائة من المغرب. فهل سيحظى هذا المشروع بالموافقة؟ الإجابة حسب لؤي المدهون، المحلل السياسي الألماني من أصول عربية هي لا. ويقول ل”أخبار اليوم”: “لا أعتقد أنه يحظى بأي حظوظ أوفر هذه المرة، فحزب الخضر يرفض الموافقة على مشروع القرار الجديد. وإلى جانب هذا، هناك بعض أعضاء الحزب الاشتراكي المشارك في حكومة ميركل الذين يتحفظون على مشروع القرار. لكن الأحزاب المشاركة في الحكومة تؤيد القرار”. من جهته، اعتبر سامي شرشيرة، أحد أبرز وجوه المجتمع المدني الألماني ومستشار وزير الداخلية في قضايا الإسلام والاندماج والهجرة، أن كل شيء وارد، راسما صورة قاتمة عن الوضع بألمانيا بالنسبة للمغاربة والمسلمين. وسجل شرشيرة، في تصريح ليومية “أخبار اليوم”، أن المجتمع الألماني “في تقلبات واضحة نحو اليمين المتطرف، وهذا ينعكس بصفة مباشرة على أوضاع الجالية المغربية والإسلامية بألمانيا”، مضيفا أن “معظم مؤسسات المجتمع المغربي في ألمانيا في حالة بين الإحباط والانكماش على أنفسهم”. ونجح اليمين الشعبوي لأول مرة في دخول البرلمان الألماني خلال الانتخابات الأخيرة، حيث كان يبني برنامجه الانتخابي على محاربة المهاجرين واللاجئين، مستفيدا من تأزم الوضع بسبب موجة الهجرة غير المسبوقة التي شهدتها ألمانيا خلال السنوات الأخيرة الماضية..