قدم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، للملك محمد السادس، مساء اليوم بالقصر الملكي بالرباط، الحصيلة المرحلية والبرنامج التنفيذي في مجال دعم التمدرس وتنزيل إصلاح التربية والتكوين. وأشار أمزازي، خلال الكلمة التي ألقاها أمام الملك، إلى أن “البرنامج التنفيذي الذي تم إعداده، طبقا للتوجيهات الملكية، ينسجم تمام الانسجام مع مضامين الخطاب الملكي الموجه للأمة بمناسبة الذكرى ال19 لتربع الملك على العرش (30 يوليوز 2018)، كذا مع مضامين الخطاب الملكي الموجه للأمة بمناسبة الذكرى ال65 لثورة الملك والشعب (20 غشت 2018)”. وأوضح أمزازي، خلال الحفل الذي حضره ولي العهد مولاي الحسن وشقيقته الأميرة لالة خديجة، أن “الملك دعا في الخطابين، الحكومة وكافة الفاعلين المعنيين إلى إجراء إعادة هيكلة شاملة وعميقة للبرامج والسياسات الوطنية للدعم والحماية الاجتماعية، والسهر على ضمان ملاءمة أفضل بين التكوين وحاجيات الشغل، بهدف التقليص من معدل البطالة، خاصة في صفوف الشباب”. وأضاف الوزير أن “البرنامج الجديد، الذي يأخد بعين الاعتبار توصيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 من أجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء، يجسد الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها قطاع التربية والتكوين في علاقته مع مستقبل الأجيال الصاعدة، وكذا العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لإصلاح هذا القطاع الحيوي والتزامه القوي بضمان شروط ملائمة لنجاحه”. وأشار إلى أنه من شأن هذا البرنامج إعطاء دفعة قوية للبرامج ذات الطابع الاجتماعي، التي تستهدف مواجهة المعيقات السوسيو-اقتصادية للتمدرس، والتخفيف من التكاليف التي تتحملها الأسر. ولأجل ذلك، سيتم العمل على تعزيز برنامج “تيسير” للدعم المالي المشروط وتثمين مكتسباته، وتنفيذ برنامج تعميم وتطوير التعليم الأولي، وتعزيز خدمات الإيواء والإطعام والنقل المدرسي، وتحسين الخدمات الاجتماعية لفائدة طلاب التعليم العالي. وأبرز الوزير أن من شأن تنفيذ هذه البرامج الاجتماعية المساهمة في تحسين مستوى التحصيل الدراسي للتلميذات والتلاميذ المستفيدين، وكذا تقليص نسبة الهدر المدرسي، لتنتقل بالابتدائي في الوسط القروي من 5,7 بالمائة حاليا إلى 1 بالمائة في أفق الموسم الدراسي 2024-2025، ولتنخفض بالإعدادي في الوسطين القروي والحضري من 12 في المائة حاليا إلى 3 بالمائة في أفق الموسم الدراسي 2024-2025. وبخصوص معالجة إشكالية التعليم وتكوين الشباب، في علاقتها بمنظومة التربية والتكوين، أشار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إلى أن برنامج العمل هذا يتضمن مجموعة من التدابير الرامية إلى ضمان ملاءمة أفضل بين التكوين والتشغيل، لاسيما تنويع العرض التربوي وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل، ووضع منظور جديد للمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح. كما يتعلق الأمر، حسب الوزير، بمأسسة وتعزيز التكوين بالتناوب، وإحداث جيل جديد من مراكز التكوين المهني لتأهيل الشباب، تستحضر الحاجيات المعبر عنها من طرف القطاعات الاقتصادية، مع مراعاة مخططات التنمية الجهوية، وتفعيل الإطار الوطني للإشهاد، ووضع نظام مندمج للتصديق على مكتسبات التجربة المهنية والمراجعة الشاملة لآليات وبرامج الدعم لتشغيل الشباب، ووضع نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي. وخلص السيد أمزازي إلى أن نجاح تنفيذ هذا البرنامج رهين بانخراط مختلف المتدخلين في إطار مجهود وطني وجماعي، ويتوقف على جودة ونجاعة حكامته. وفي كلمة مماثلة، قدم رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين يوسف البقالي، نبذة عن المشاريع والبرامج الاجتماعية التي أحدثتها المؤسسة لفائدة منخرطيها (400 ألف منخرط)، والتي تتجاوز كلفتها الإجمالية 7 ملايير درهم. وأشار البقالي إلى أن المؤسسة اعتمدت، في إطار مواكبة وتيرة المبادرات الوطنية الرامية إلى إصلاح المنظومة التربوية، برنامج عمل عشري (2018-2028)، يروم الاستجابة للحاجيات الكمية والنوعية للأسرة التعليمية. وأضاف أن هذا البرنامج الذي يعبئ تمويلات مالية مهمة، يتضمن إنجاز العديد من المشاريع الموجهة إلى تدعيم العرض الصحي للأسرة التعليمية، وإطلاق الشطر الثاني من آلية دعم السكن، وإحداث صندوق لدعم ولوج أبناء المنخرطين للتعليم الأولي، واستكمال إحداث 82 مدرسة نموذجية للتعليم الأولي، والرفع من قيمة صندوق منح الاستحقاق. إثر ذلك، ترأس الملك، حفظه الله، حفل التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة، تتعلق الأولى بتمديد وتطوير برنامج “تيسير”، للداخليات والمطاعم المدرسية، وقعها السيدان محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية وسعيد أمزازي. وتهم الاتفاقية الثانية خلق مركزين للتكوين المهني في مهن الصحة بالرباط والدار البيضاء، وقعها محمد بنشعبون، وسعيد أمزازي، وأنس الدكالي وزير الصحة، والسيدة لبنى طريشة المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. وتتعلق الاتفاقية الثالثة بإحداث مسارات تربوية مندمجة “رياضة -دراسة” ومسارات للتكوين المهني والتعليم العالي لفائدة الرياضيين، وقعها سعيد أمزازي، ورشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة. بعد ذلك، تقدم للسلام على الملك 12 تلميذا من المتدربين والطلبة، المتوجين برسم الموسم الدراسي 2017 – 2018 ، قبل أن يوشح بأوسمة ملكية 18 أستاذا وإطارا تربويا بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تم اختيارهم من بين الأفضل على مستوى مختلف جهات المملكة. حضر هذا الحفل رئيس الحكومة ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين ومستشارو الملك وأعضاء الحكومة ورؤساء الجامعات والعديد من الشخصيات السامية. وفي ختام هذا المراسيم، أقام الملك محمد السادس، حفل استقبال على شرف الشخصيات الحاضرة.