ترأس الملك محمد السادس، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، حفل تقديم الحصيلة المرحلية والبرنامج التنفيذي في مجال دعم التمدرس وتنزيل إصلاح التربية والتكوين، بحضور 4 وزراء، انتهى بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة تتعلق ببرنامج “تيسير” والتكوين في مهن الصحة وإحداث مسارات تربوية باسم “رياضة -دراسة”. وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، ألقى كلمة أمام الملك الذي كان مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأميرة للا خديجة، أكد فيه أن البرنامج التنفيذي في مجال دعم التمدرس وتنزيل إصلاح التربية والتكوين “ينسجم تمام الانسجام مع مضامين الخطاب الملكي مناسبة الذكرى ال19 لعيد العرش، والخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال65 لثورة الملك والشعب”. وأوضح الوزير أن البرنامج الجديد، الذي يأخد بعين الاعتبار توصيات “الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 من أجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء”، يجسد الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها قطاع التربية والتكوين في علاقته مع مستقبل الأجيال الصاعدة، وكذا العناية الخاصة التي يوليها الملك لإصلاح هذا القطاع الحيوي والتزامه القوي بضمان شروط ملائمة لنجاحه، وفق تعبيره. وذكر أن الملك دعا في خطابيه خلال فصل الصيف المنتهي، الحكومة وكافة الفاعلين المعنيين إلى “إجراء إعادة هيكلة شاملة وعميقة للبرامج والسياسات الوطنية للدعم والحماية الاجتماعية، والسهر على ضمان ملاءمة أفضل بين التكوين وحاجيات الشغل، بهدف التقليص من معدل البطالة، خاصة في صفوف الشباب”. وأشار إلى أنه “من شأن هذا البرنامج إعطاء دفعة قوية للبرامج ذات الطابع الاجتماعي، التي تستهدف مواجهة المعيقات السوسيو-اقتصادية للتمدرس، والتخفيف من التكاليف التي تتحملها الأسر، موضحا أنه سيتم العمل على تعزيز برنامج “تيسير” للدعم المالي المشروط وتثمين مكتسباته، وتنفيذ برنامج تعميم وتطوير التعليم الأولي، وتعزيز خدمات الإيواء والإطعام والنقل المدرسي، وتحسين الخدمات الاجتماعية لفائدة طلاب التعليم العالي. وأضاف أن من شأن تنفيذ هذه البرامج الاجتماعية المساهمة في تحسين مستوى التحصيل الدراسي للتلميذات والتلاميذ المستفيدين، وكذا تقليص نسبة الهدر المدرسي، لتنتقل بالابتدائي في الوسط القروي من 5,7 بالمائة حاليا إلى 1 بالمائة في أفق الموسم الدراسي 2024-2025، ولتنخفض بالإعدادي في الوسطين القروي والحضري من 12 في المائة حاليا إلى 3 بالمائة في أفق الموسم الدراسي 2024-2025. وبخصوص معالجة إشكالية التعليم وتكوين الشباب في علاقتها بمنظومة التربية والتكوين، أشار وزير التربية الوطنية إلى أن برنامج العمل هذا يتضمن مجموعة من التدابير الرامية إلى ضمان ملاءمة أفضل بين التكوين والتشغيل، لاسيما تنويع العرض التربوي وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل، ووضع منظور جديد للمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح. وتابع قله: “كما يتعلق الأمر بمأسسة وتعزيز التكوين بالتناوب، وإحداث جيل جديد من مراكز التكوين المهني لتأهيل الشباب، تستحضر الحاجيات المعبر عنها من طرف القطاعات الاقتصادية، مع مراعاة مخططات التنمية الجهوية، وتفعيل الإطار الوطني للإشهاد، ووضع نظام مندمج للتصديق على مكتسبات التجربة المهنية والمراجعة الشاملة لآليات وبرامج الدعم لتشغيل الشباب، ووضع نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني والجامعي”. وشدد أمزازي على أن نجاح تنفيذ هذا البرنامج رهين بانخراط مختلف المتدخلين في إطار مجهود وطني وجماعي، ويتوقف على جودة ونجاعة حكامته، وفق تعبيره. من جانبه، قدم رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين يوسف البقالي، نبذة عن المشاريع والبرامج الاجتماعية التي أحدثتها المؤسسة لفائدة منخرطيها (400 ألف منخرط)، والتي تتجاوز كلفتها الإجمالية 7 ملايير درهم، مشيرا إلى أن المؤسسة اعتمدت، في إطار مواكبة وتيرة المبادرات الوطنية الرامية إلى إصلاح المنظومة التربوية، برنامج عمل عشري (2018-2028)، يروم الاستجابة للحاجيات الكمية والنوعية للأسرة التعليمية. وأضاف أن هذا البرنامج الذي يعبئ تمويلات مالية مهمة، يتضمن إنجاز العديد من المشاريع الموجهة إلى تدعيم العرض الصحي للأسرة التعليمية، وإطلاق الشطر الثاني من آلية دعم السكن، وإحداث صندوق لدعم ولوج أبناء المنخرطين للتعليم الأولي، واستكمال إحداث 82 مدرسة نموذجية للتعليم الأولي، والرفع من قيمة صندوق منح الاستحقاق. وسلم رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، للملك عرضا مفصلا حول حصيلة 2002-2018، وكذا برنامج العمل العشري 2018-2028 للمؤسسة. بعد ذلك، ترأس الملك حفل التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة، تتعلق الأولى بتمديد وتطوير برنامج “تيسير”، للداخليات والمطاعم المدرسية، وقعها محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية وسعيد أمزازي، فيما تهم الاتفاقية الثانية خلق مركزين للتكوين المهني في مهن الصحة بالرباط والدار البيضاء، وقعها محمد بنشعبون، وسعيد أمزازي، وأنس الدكالي وزير الصحة، ولبنى طريشة المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. وتتعلق الاتفاقية الثالثة بإحداث مسارات تربوية مندمجة “رياضة -دراسة” ومسارات للتكوين المهني والتعليم العالي لفائدة الرياضيين، وقعها سعيد أمزازي، ورشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة. وفي ختام الحفل، استقبل الملك 12 تلميذا من المتدربين والطلبة، المتوجين برسم الموسم الدراسي 2017 – 2018، قبل أن يوشح الملك بأوسمة ملكية 18 أستاذا وإطارا تربويا بوزارة التربية الوطنية، تم اختيارهم من بين الأفضل على مستوى مختلف جهات المملكة. * الصورة من الأرشيف