خسائر مادية تسببت فيها الأمطار الرعدية التي شهدتها مراكش وضواحيها، ابتداءً من زوال أول أمس الخميس، فقد انهار منزل كان آيلا للسقوط بدرب “التاجر” بحي “الملاح”، الواقع بمقاطعة مراكشالمدينة، مساء اليوم نفسه، وإذا كان الحادث لم يخلف أية خسائر بشرية في صفوف قاطني المنزل، الذين يصل عددهم إلى 48 شخصا، ينتمون إلى تسع عائلات، فقد كانت، في المقابل، حصيلة الخسائر المادية ثقيلة، فقد تعرّض معظم أثاث المنزل وأفرشته وتجهيزاته الكهربائية والإلكترونية للإتلاف. أما بمنطقة “النخيل” الشمالية، التابعة للمجال الترابي لمقاطعة “النخيل”، فقد غمرت السيول العديد من المنازل بالمقطع الطرقي الرابط بين المدرسة الابتدائية الفرعية “سيدي يحيى”، التابعة لمجموعة مدارس تامسنا، وفندق “نادي ميد مراكش النخيل”، وهو ما أدى إلى محاصرة السكان وعزلهم داخل منازلهم المغمورة بالمياه. ولم تستغرق الأمطار سوى دقائق معدودة، حتى تحولت العديد من الشوارع والأزقة بالمدينة السياحية الأولى في المغرب إلى برك مائية، وهو ما تسبب في عرقلة حركة السير والجولان، إذ اضطرت العديد من وسائل النقل إلى التوقف بجنبات الشوارع الرئيسة، في الوقت الذي تدخلت فيه الوقاية المدنية مستعملة المضخات لتجفيف المياه، التي تسربت إلى العديد من المنازل بأحياء أخرى بالمدينة.وغير بعيد عن مراكش، تسببت الأمطار العاصفية في قطع الطريق الرابطة بين مركز جماعة “آيت حدو يوسف”، بإقليم شيشاوة، ودوار “تاركا أوفلا”، خاصة على مستوى المقطع الرابط بين دواري “أكرسافن” و”سيدي لحسن أوتقي”، وهو ما أدى إلى عزل ساكنة هذه الجماعة الجبلية. وقد أنقذ سكان دوار “آيت زملال”، التابع للجماعة نفسها، رئيس مجلسهم الجماعي ومستشارا جماعيا من موت محقق، بعد أن كادت السيول أن تجرف السيارة الجماعية التي كان يقودها الرئيس، وسيارة أخرى كان على متنها رئيس لجنة المالية، بعد خروجهما للتو من مقر الجماعة، الذي كان يحتضن اجتماعا للجنة الشؤون المالية والبرمجة. ولم يكن الوضع أفضل حالا بإقليم الحوز، فقد تسببت الأمطار الرعدية الغزيرة في وقوع انهيار صخري أدى إلى قطع الطريق الوطنية الرابطة بين جماعتي “إجوكاك” و”إمكدال”، خاصة على مستوى منطقة “ثلاث النص”، لتستنفر السلطات عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي، ويجري الاستعانة بوسائل ومعدات تابعة لجماعات ترابية مجاورة، قبل أن يعاد فتح الطريق المذكورة. كما أدى ارتفاع منسوب مياه بعض الأودية إلى فيضانات قطعت الطريق الرابطة بين منطقة “إمليل” و جماعة “أسني”، بالإقليم نفسه، في الوقت الذي يتحدث فيه السكان عن تعثر أشغال مشاريع سبق لعامل الإقليم أن أعلن عن انطلاقها، قبل أكثر من سنة، خاصة مشروع توسيع الطريق الرابطة بين مركز “إمليل” و دوار “أرمد”، ويتعلق بإحداث طريق على طول 3.5 كلم وعرض 6 أمتار، وبناء قنطرة على وادي “ارمد” بكلفة مالية تقدر بحوالي 400 مليون سنتيم، فضلا عن مشروع آخر يتعلق بتهيئة الممر الرئيسي لمركز “إمليل”، والذي رُصدت له كلفة مالية تقدر بحوالي 650 مليون سنتيم، بتمويل من المديرية العامة للجماعات المحلية و جماعة أسني، التي ساهمت بحوالي 200 مليون سنتيم.