لم يكن علي بوطوالة، الأمين عام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يتوقع أن أداء مناسك الحج سيثير حوله زوبعة من الانتقادات والتعليقات الساخرة، قد تصل إلى حد دفعه للإقدام على تقديم طلب إعفائه من اللجنة المركزية للحزب، حيث أكد بوطوالة أن النقاش الذي أثير حول ذهابه لأداء فريضة الحج رفقة زوجته نقاش غير صحي ويضرب مبدأ الحريات الفردية، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت له من طرف أعضاء حزبه. المتحدث ذاته أكد أنه تفاديا لإحراج قيادة الحزب قدم طلب إعفائه من مهامه كأمين عام. وأوضح بوطوالة في حديثه ل”اليوم24″ أنه لم يذهب ضمن الوفد الرسمي ولا علاقة له به، نافيا أن يكون قد توصل بكبش العيد وتكلف جهات في الدولة بمصاريف الحج، مضيفا أنه “رافق زوجته بعد فوزها في قرعة الحج الخاصة بوكالات الأسفار، وتمت تغطية نفقة السفر حصريا من مداخيل الأسرة، والعقد الموقع مع وكالة “وليلي للأسفار” بمكناس في 25 يوليوز 2018، يثبت أنه ذهب برفقة 140 حاجا وحاجة يمكنوا أين يشهدوا بذلك”. وبخصوص الحرج الذي تحدث عنه، قال الأمين العام لحزب الطليعة إن السبب الذي جعل القياديين في الحزب يحتجون عليه، لا علاقة له برفضهم أدائه لمناسك الحج، لأن ذلك يدخل في الحريات الشخصية وأن حزب الطليعة ليس له موقف من الشعائر الدينية، بل بسبب أنه أخفى عنهم وجهة سفره، ولم يخبرهم أنه ذاهب للحج، وزاد “اعتقدت أن الذهاب إلى مكة لا يختلف عن الذهاب إلى أوروبا أو أمريكا”، مشيرا إلى أنه “حاول تجنيب الحزب الحرج، لذلك أخفى الأمر وأخبرهم فقط، أنه سيسافر لثلاثة أسابيع خارج الوطن”. وفي الشأن ذاته، أكد بوطوالة أنه حاول تأجيل الحج إلى حين تحرره من المسؤولية الحزبية، لكن تبين أنه ينبغي انتظار 10 سنوات للمشاركة في القرعة من جديد، وبضغط من العائلة قرر الذهاب، مشيرا إلى قناعته بفكر اليسار وقيمه ومبادئه وأهدافه لم ولن تتغير، وسيظل يبذل ما في وسعه لنصرتها والدفاع عنها، وخاصة العلمانية ومحاربة توظيف الدين في الحياة السياسية مهما كان موقعه التنظيمي. وتابع المتحدث ذاته “رغم اقتناعي بأن التدين عموما لا يحمل أية إساءة لسمعة الحزب واليسار داخل المجتمع المغربي، بل بالعكس قد يساهم في دحض الدعاية المغرضة لأعداء اليسار، فقد “كنت عازما ولازلت على طلب إعفائي من جميع مسؤولياتي التنظيمية من اللجنة المركزية للحزب التي انتخبتني كاتبا عاما، رفعا لكل حرج أو التباس”. هذا، ووجهت إلى الأمين العام لحزب الطليعة وهو الحزب اليساري انتقادات بخصوص أدائه لمناسك الحج، حيث اعتبرها البعض أنها تخالف القيم اليسارية، مستغربين من تدين هذا الأخير، من جهة أخرى، دافع عدد من أعضاء الحزب عن بوطوالة، معتبرين أن داءه للشعائر الدينية يدخل ضمن الحريات الفردية ولا يتعارض مع مهامه في الحزب.