تقدم الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، علي بوطوالة، بطلب لإعفائه من جميع المسؤوليات التي يتحملها داخل التنظيم السياسي اليساري، وذلك بعد الجدل الذي أثير حول سفره لأداء مناسك الحج بالديار السعودية. وكان زعيم حزب الطليعة نفى، في بيان حقيقة، أن يكون قد سافر لأداء مناسك الحج ضمن الوفد الرسمي للمملكة المغربية أو على نفقة الدولة، مورداً أنه "كل ما هناك أني رافقت زوجتي بعد فوزها في قرعة الحج الخاصة بوكالات الأسفار، وتمت تغطية نفقة السفر حصريا من مداخيل الأسرة"، وأضاف أنه يحتفظ بحقه في المتابعة القانونية لمروجي الأكاذيب والأخبار الزائفة حول سفره. "حج القيادي اليساري" أثار مواقف متباينة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، بين من اعتبره أمراً عادياً يدخل في إطار حرية التدين، وموقف آخر رأى في الخطوة تناقضاً مع مبادئ وقناعات اليسار والعلمانية. ورداً على منتقديه، قال بوطوالة إن "التدين عموما لا يحمل أية إساءة لسمعة الحزب واليسار داخل المجتمع المغربي، بل بالعكس قد يساهم في دحض الدعاية المغرضة لأعداء اليسار، فقد كنت عازما ولا زلت على طلب إعفائي من جميع مسؤولياتي التنظيمية من اللجنة المركزية للحزب التي انتخبتني كاتبا عاما، رفعا لكل حرج أو التباس". وتابع موضحاً "إن قناعاتي بفكر اليسار وقيمه ومبادئه وأهدافه لم ولن تتغير، وسأظل أبذل ما بوسعي لنصرتها والدفاع عنها، وخاصة العلمانية ومحاربة توظيف الدين في الحياة السياسية مهما كان موقعي التنظيمي". وحول الأسباب التي دفعته تقديم استقالته ما دام أن الأمر يدخل في إطار حرية شخصية، أوضح بوطوالة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الخطوة التي أقدم عليها لا علاقة لها بموقف حزبه من السياسة السعودية بالمنطقة، بل لأنه لم يخبر أي مسؤول حزبي بموضوع الحج، نافيا أن يكون قد تلقى أي عتاب من طرف رفاقه في الحزب. وأضاف المتحدث: "كُنت قد أخبرت رفاقي بسفري لمدة ثلاثة أسابيع اعتقادا مني بأنه حق شخصي مثل أي سفر آخر، ولكنني لم أخبرهم بالجهة التي سأسافر إليها، وهو الأمر الذي فاجأ بعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب، كوني أتحمل مسؤولية الكاتب العام وكان لزاماً أن أشعرهم بموضوع سفري، وليس أن يكونوا آخر من يعلم." وأورد القيادي اليساري أنه تبين له بعد عودته أن "عدم إخبار الكتابة الوطنية بالحج والتشاور معها كان خطأ تسبب في إحراج وإزعاج رفاقي ورفيقاتي دون قصد مني، لذلك أعتذر لهم ولهن ولجميع المناضلات والمناضلين رغم اقتناعي بعدم الإساءة لأحد"، بتعبيره. واستغرب بوطوالة من بعض القراءات المتعسفة في حق موضوع سفره إلى الحج، قائلاً: "واش السعودية واقفة على الفلوس ديالي باش تشري السلاح تحارب به الحوثيين في اليمن".