يسود استياء كبير بين ساكنة مدينة العرائش، بسبب تأخر افتتاح المحطة الطرقية التي انتهت بها الأشغال منذ شهور، دون أن تبدأ في استقبال المسافرين القادمين والمغادرين من العرائش وإلى مختلف الوجهات الوطنية، خاصة بعدما بدأت تتضح حيثيات مرتبطة بتأخر افتتاح هذا المرفق الجماعي، مردها لأسباب لا علاقة له بتعثر إنجاز الأشغال، وإنما بسبب “تلاعبات” في تمرير صفقة التدبير المفوض لفائدة إلى الشركات المحظوظة. وكشف فريق حزب العدالة والتنمية بالمجلس البلدي لمدينة العرائش، خلال ندوة صحافية حول: «مآل المحطة الطرقية الجديدة»، نظمها مؤخرا، عن معطيات خطيرة بخصوص تعثر افتتاح المحطة الطرقية بعاصمة اللكوس عن موعدها المبرمج سلفا، متهما رئيس المجلس البلدي، عبدالإله احسيسن عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وأغلبيته المسيرة، بالتلاعب في ملف المحطة الطرقية الجديدة. وألمح سعيد فضولي، عضو فريق العدالة والتنمية المعارض بالمجلس الجماعي، إلى وجود “ارتباطات مشبوهة” بين رئيس المجلس البلدي، وبين المقاولة التي رست عليها صفقة التدبير المفوض للمحطة الطرقية بمدينة العرائش، ويتعلق الأمر بمقاولة متخصصة في النقل واللوجستيك يوجد مقرها بالعاصمة الرباط، موضحا بأنه “على الرغم من أن المجلس الجماعي صادق بالإجماع على مقرر افتتاح المحطة الطرقية الجديدة، غير أن المكتب المسير يتحدث كل مرة عن سيناريو جديد يتخذه كذريعة لتأخير تنفيذ المقررات التي صادق عليها المجلس”. وأكد المتحدث خلال كلمة له بالندوة الصحافية المذكورة، أن المحطة الطرقية الجديدةبالعرائش تندرج ضمن المشاريع المهيكلة، التي من شأنها أن تؤثر على الحركة الاقتصادية، وحركية السير والجولان، وعلى الحياة العامة للساكنة المحلية، نظرا إلى فرص الشغل التي ستوفرها المحطة الجديدة للعاملين في النقل واللوجستيك، فضلا عن إمكانية المساهمة في الرواج التجاري. وشدد سعيد فضولي، على أن المحطة الطرقية القديمة أصبحت تشكل نقطة سوداء في المدينة، لكونها توجد وسط المدينة العتيقة للعرائش، والتي تأخر مشروع تأهيلها، إضافة إلى تدهور بنية استقبالها ومرافقها لمستوى لا يمكن السكوت عنه، حيث يشتغل مستخدمو النقل وحمل أمتعة المسافرين في ظروف مزرية، بسبب تراجع الرواج الاقتصادي وامتناع عدد من الحافلات من الوصول إلى المحطة القديمة، بسبب صعوبة الدخول والخروج منها. من جهة أخرى، حملت مداخلات أخرى لأعضاء الكتابة الإقليمية حزب العدالة والتنمية بالعرائش، رئيس المجلس الجماعي لعاصمة اللكوس كامل المسؤولية عن تأخر افتتاح المحطة الطرقية الجديدة، واعتبرت أن تعثر إخراج المشروع لحيز الوجود “يشوبه نوع من التدليس في المواقف، إذ صوت فريق المعارضة بالمجلس مع مقترح التدبير المفوض، على أساس أن تفتح الصفقة أمام مختلف الشركات، قبل أن يتم التحايل على هذا المقترح من طرف الأغلبية المسيرة من خلال مراسلة وزير الداخلية لفتح التفاوض المباشر مع الشركة الوطنية للنقل و اللوجستيك”. والخطير في الأمر، بحسب ما جاء على لسان مستشار جماعي ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية، هو “العرض الهزيل الذي قدمته الشركة المحظوظة التي نالت صفقة التدبير المفوض، والذي يمكن للتسيير الذاتي من طرف مصالح المجلس البلدي أن يحقق مردودية أحسن بكثير من العرض الذي قدمته الشركة الوطنية للنقل واللوجستيك”، بحسب المصدر نفسه. تجدر الإشارة إلى أن افتتاح المحطة الطرقية بالعرائش، التي تتميز بمواصفات ومعايير عصرية، تنتظرها عملية إجراء السمسرة والقرعة على المحلات التجارية والمرافق الموجودة بها، ويتعلق الأمر بمحلات للمأكولات والمواد الغذائية، ومقاهي ومطاعم ومحلات تجارية أخرى توفر خدمات متعددة للمسافرين.