اعتبر الداعية، والفقيه الموريتاني الشهير، محمد الحسن الددو، أن المملكة العربية السعودية تشهد تحولات مخيفة، و"تسير في الاتجاه المعاكس" لما أسست عليه، وذلك تعليقا على اعتقال سلطات الرياض لإمام الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب. وقال الددو في مداخلة عبر قناة "الجزيرة"، إن الدعاة، الذين اعتقلتهم السعودية، لم ينتقدوا الحكومة بشكل علني، واكتفوا بتوجيه نصائح، وعلى الرغم من ذلك لم يسلموا من الاعتقال. وأضاف أن السعودية "لو كانت تحترم الدعاة المعتقلين، لوضعتهم في القمم". وعن اعتقال إمام الحرم، صالح آل طالب، قال الددو إنه "خاشع في صوته، ومؤثر في خطبه، وصادق في كلمته". وأوضح الددو أنه لو كان آل طالب في دولة أخرى، لكانت له حصانة، مثل الحصانة الممنوحة لمحامي ترامب، مشيراً إلى أنه "من المعروف في المذهب الحنبلي أنه لو كان عالماً أسيراً، فحينئذ يسن للمسلمين القنوت في المساجد". كما أشاد الددو بأبرز الدعاة المعتقلين، الدعاة سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري وعادل بانعمة وآخرين. ووصف الددو التحولات، التي تشهدها السعودية ب"المخيفة"، وأن من يتزلفون إلى الحكام، ويشرعنون أفعالهم "ما ينبغي أن يكون لهم مقام.. ومن المفروض أن لا يثق بهم، ويعتبرهم منافقين". وتزامنا مع موسم الحج، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال إمام، وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة، الشيخ صالح آل طالب، في سابقة من نوعها، في إطار حملة أمنية جديدة. الشيخ المعتقل، وفق ما أكد حساب معتقلي الرأي على موقع "تويتر"، كان قد ظهر قبل يومين فقط، وربما يوما واحدا من الاعتقال، الذي لم يُعرف موعده بالضبط، وقد اعتلى منبر المسجد الحرام ملقيا خطبة الجمعة في حضور مئات الآلاف من الحجيج، فضلا عن المواطنين السعوديين. ولا يعرف أحدن حتى الآن، سببا لاعتقال الرجل، ولم تصدر أي بيانات رسمية حول الأمر، لتبقى الفرضية الوحيدة هي ما ذكره حساب معتقلي الرأي من أن السبب هو الخطبة، التي ألقاها الشيخ ذائع الصيت من على منبر المسجد الحرام، والتي تحدث فيها عن المنكرات، ووجوب إنكارها على من فعلها. ويُعدّ آل طالب، الذي يعمل قاضيا في المحكمة الجزئية في مكةالمكرمة، أيضاً، من التيار الديني الموالي للأسرة الحاكمة، لكن الانتقادات، التي وجهها إلى سياسة ولي العهد محمد بن سلمان في خطبته جعلته عرضة للاعتقال، على الرغم من رمزية منصبه.