يقترن الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بكثير من العادات والطقوس التي تميز كل منطقة على حدة، سواء تعلق الأمر باللباس أو بطرق التعامل مع لحم الأضحية. وعلى مر عقود من الزمن، تحافظ النساء على إعداد "القديد"، و"الكرداس" أو اللحم المجفف، وهي أطعمة يتم الحرص على تناولها في فصل الشتاء، وإن اختلف البعض حول الأضرار التي يمكن أن تسببه هاته الأطعمة. وفي هذا الصدد، أوضحت أسماء ازرويل، أخصائية في علم التغذية والحمية، في حديث خصت به "اليوم 24″، أن "القديد" الذي تصنعه النساء بطرق محددة غير خطير على صحة الأشخاص الذين يتناولونه، خصوصا وأنه يتم أخذ قطعة صغيرة منه ل"تنسيم" أطباق العدس أو الكسكس. وأبرزت المتحدثة ذاتها، أن سوء تحضير هذه الأطعمة، وعدم احترام الكميات المناسبة من التوابل، والملح، قد يؤدي إلى بعض المضاعفات، إلا أن معظم النساء ذات خبرة بالأمر من أمهاتهن وجداتهن، وعلى وعي بطريقة إعدادها، وتجفيفها، وطهيها أيضا. وفي السياق ذاته، نبهت أخصائية في علم التغذية والحمية إلى أن النساء التي تجففن "القديد" أو "الكرداس" في شرفة البيت، سيما من ساكنة العمارات، تعرضنه لتلوث السيارات، مشددة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار لهذه المسألة، كما نبهت إلى أن الجو المناسب لتجفيف "القديد" هو حرارة الصيف، مما يعجل بإعداده، فيما يحتاج "القديد" الذي يتم إعداد بمدن ساحلية إلى وقت أكثر من أجل تجهيزه. وكان"القديد" المجفف، الوسيلة الوحيدة للاحتفاظ به لمدة طويلة واستعماله في أطباق متنوعة مثل الكسكس والقطاني، ولازالت هذه الأطباق إلى يومنا هذا متداولة وتعتبر من الشهيوات المميزة في المطبخ المغربي.