وافقت الحكومة الإسبانية، اليوم الجمعة، على نقل رفات الدكتاتور الإسباني، فرانسيسكوا فرانكو، المدفون في كنيسة "وادي الشهداء". وأعلنت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، كارمين كالفو، اليوم أن الحكومة اعتمدت مرسوما لنقل رفات فرانكو، من مكان دفنه، الذي لطالما شكل جدلا واسعا في إسبانيا. وقالت كالفو في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة: إن "الحكومة اعتمدت مرسوم القانون، والذي يدخل تعديلات على قانون (الذاكرة التاريخية) لعام 2007... لإخراج رفات الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو، من مكان دفن ضحايا الحرب". ولفتت نائبة رئيس الحكومة إلى أن المكان الحالي لدفن رفات فرانكو "يظهر عدم احترام العالم والضحايا الذين دفنوا هناك"، مشيرة إلى أن "لا يمكننا أن نضيع مزيدا من الوقت، والحكومة لن تفعل ذلك". ووعدت كالفو بأن الحكومة ستواصل اتصالاتها بعائلة الديكتاتور من أجل إيجاد مكان جديد لإعادة الدفن. وكان رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ذو التوجهات اليسارية، قد كشف عن نواياه في هذه المسألة بعد أيام من وصوله إلى السلطة مطلع يونيو الماضي. وقال سانشيز "لا يمكن لإسبانيا كونها ديمقراطية أوروبية متينة أن تسمح برموز ينقسم حولها الإسبان"، مشددًا على أن مكانًا كهذا "لا يمكن تصوره في ألمانيا أو إيطاليا". فعلى بعد 50 كيلومترًا شمال العاصمة، يطلّ صليب مصنوع من الغرانيت والإسمنت يمكن رؤيته على بعد كيلومترات، وفي هذا المجمع الضخم، يرقد رفات فرانكو الفائز في الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) بعد انقلاب على الجمهورية الثانية، والذي حكم البلاد حتى وفاته عام 1975. وتهدف الحكومة من هذا القرار لإنهاء مظهر "مخلّ بالديمقراطية"، والتخلّص من "ضريح يمجّد حاكمًا مستبدًا"، بحسب رئيس كتلة النواب الاشتراكيين في مجلس الشيوخ أندير خيل. ويضمّ الضريح كذلك رفات نحو 27 ألف مقاتل من قوات فرانكو، فضلًا عن عشرة آلاف معارض جمهوري، وهو السبب الذي جعل فرانكو الذي دشّنه في الأول من أبريل 1959 يقول عنه إنه مكان "مصالحة". وكان فرانكو قد أنشأ النصب التذكاري "وادي الشهداء" تخليدا لذكرى ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية 1936-1939، والتي انتصر فيها القوميون بقيادته. ودفن بجوار النصب كل من فرانك وضحايا الحرب من الجانبين. ويعتبر النصب التذكاري بشكل عام وقبر فرانكو تحديداً مصدرا للجدل بسبب اختلاف وجهات النظر حول عصر فرانكو وحكمه. ويترددون إلى ضريح فرانكو أتبعاه وأعضاء المنظمات اليمينية المتطرفة للاحتفالات المهيبة، وعلى وجه الخصوص في ذكرى وفاة فرانكو الذي توفي في نونبر عام 1975.