في الوقت الذي اعتقد البعض أن العالم المقاصدي أحمد الريسوني سيتوارى عن الأنظار بعد مؤتمر حركة التوحيد والإصلاح الذي كان آخر محطة تنظيمية لأول رئيس للحركة الدعوية، خرج الريسوني في برنامج تلفزيوني، يوجه سهام نقده إلى النظام السعودي، متهما إياه بتسييس الحج، بمنعها معارضين للنظام من أداء مناسك الحج الذي يعتبر الركن الخامس من أركان الإسلام. الريسوني اعتبر أن "الحج وأماكنه وشعائره ليس لأحد سيادة عليها، وهو لله". نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لم يتوقف عند هذا الحد، بل اعتبر أن السعودية "سعودة الحج"، موضحا خلال استضافته في برنامج "للقصة بقية" الذي يبث على قناة "الجزيرة"، أن هذه الأخيرة "سيست الحج منذ عشرات السنين"، واصفا سياسيتها التي انتهجتها في هذا الشأن ب"سعودة الحج". وعن تجربته مع النظام السعودي، قال الرئيس السباق لحركة التوحيد والإصلاح القريبة من الحزب الحاكم في المغرب، إنه "منذ بدأ الحديث بكل وضوح وصراحة وانتقاد النظام السعودي، أصبح المقربون منه يحذرونه من الذهاب للسعودية"، مشيرا إلى أن السعودية تبتز عددا من الشخصيات والدول بمواقفهم السياسية، مشددا على أنه على السعودية أن ترفع يدها عن إدارة وتسيير الأمور المتعلقة بالحج، مقترحا بذلك أن تشرف منظمة التعاون الإسلامي على تدبير الحج، لأنها معترف بها من جميع الدول الإسلامية". وفي الشأن ذاته، فسر الريسوني في حوار سابق له مع "اليوم24" انتقاده للنظام السعودي بكون "آل سعود وليس السعوديين لو بقي شرهم في السعودية، ممكن أن أصمت أو لا أتكلم إلا إذا سُئِلت، لكن لأن شرهم امتد بشكل سافر وقاطع فأصبح ضررهم يصل إليّ وإلى بلدي وإلى الأمة الإسلامية، ويشوهون الإسلام والمسلمين في العالم، كان لا بد أن أتكلم سواء كان باسم الربيع العربي أو بأي صفة، لكن، لو انحصر شرهم في بلدهم، فعلماء البلاد وأهلها يتحملون المسؤولية، ولن أتكلم حينئذ، وإذا تكلمت، فقد يكون ذلك بشكل خفيف وعابر". وبخصوص آراء الريسوني التي يتبعها في أغلب الأحيان الجدل، قال أحد القياديين بحركة التوحيد والإصلاح، إنه رغم "مغادرة الفقيه المقاصدي لقيادة الحركة غير أن تصريحاته في بعض الأحيان تحرج الحركة"، وأضاف في حديثه ل"اليوم24″، أن "هذا الأخير يعبر عن آرائه بشكل شخصي، لكن المتلقي لا يفرق بين الرأي الشخص أو رأي الحركة". وفي هذا الصدد، سبق للريسوني أن نفى أن تكون آراءه تزعج الحركة، موضحا أنه "في السنوات الأخيرة بعض مواقفي كانت تزعج الحزب وليس الحركة، لكن هذا الإزعاج يخف أو يختفي كلما تأكد أن هذا "السيد" إنما يمثل نفسه ولا يمكننا أن نوقفه، وهو هكذا وسيظل هكذا، والحركة على مواقفها، ولا يلزمها إلا ما تقرره، وكذلك الحزب". إلى ذلك، سبق لوزير الثقافة الإيراني سنة 2016، أن أعلن أن الإيرانيين لن يؤدوا الحج بمكة المكرمة هذه السنة، بسبب ما سماه "القيود" التي تفرضها السعودية عليهم، حيث أوضح الوزير الإيراني أنه "بعد سلسلتين من المفاوضات بدون التوصل إلى نتيجة بسبب قيود السعوديين، فإن الحجاج الإيرانيين لن يتمكنوا للأسف من أداء الحج"، أيضا في تونس دعت نقابة الأئمة إلى إصدار فتوى تبطل الحج خلال السنة الجارية بسبب المصاريف المرتفعة لأداء هذه الفريضة، واستعمال هذه الأموال من طرف النظام السعودي لتقتيل المسلمين في دول أخرى.